بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
منح النظام أبناء محافظة درعا، تأجيلا لمدة سنة، في حين حُرِم أبناء المناطق والمحافظات الأخرى، من مثل تلك "العطية" أو "المكرمة"، كما تسمى عادةً في لغة "الإعلام الموالي.
وكشفت مصادر خاصة لبلدي نيوز، أنّ الكثير من أبناء محافظة درعا، تمكنوا من الحصول على وثيقة تأجيل لمدة عام كامل، دون ذكر أي مبرر.
بالمقابل، امتلأت شوارع محافظة "طرطوس" وغيرها من المناطق الساحلية والمحسوبة على النظام، بصور الشباب القتلى في المعارك التي دارت رحاها مع المعارضة خلال السنوات الماضية.
ورغم أنّ درعا تعتبر مهد الثورة السورية ضد نظام اﻷسد، إلا أنها حظيت بمثل هذا التحول، ما قرأ فيه محللون، استجداءً واستعطافا، من طرف النظام، ومحاولة منه لامتصاص الغضب وفتيل التوتر الذي لا يزال حتى اليوم، مع تجنب اشتعال حراك جديد.
وعلى مقربة من درعا، يواصل النظام محاولة الزج بأبناء السويداء، وتجنيدهم، في صفوف مقاتليه تحت مسمى "خدمة العلم الإلزامية"، في حين يرفض هؤلاء الشباب الانصياع.
ويرى الناشط الحقوقي ملهم الشعراني، في حديثه لبلدي نيوز، أنّ النظام يحاول تأجيج الفتنة في منطقة حوران وتحديدا بين أبناء الجبل "السويداء" و"درعا"، وكذلك هذه الأخيرة مع غيرها.
واعتبر الشعراني أنّ هناك ضغطا من موسكو في هذا الاتجاه، لمحاولة كسب "درعا" إلى جانبها في معركة إقصاء الميليشيات الإيرانية، عن تلك المنطقة.
يذكر أنّ الساحل السوري خرج عن صمته نهاية العام 2014 من خلال ملصقاتٍ جدارية كتب عليها "الكرسي إلك والموت ﻷوﻻدنا"، وضجت صفحات التواصل اﻻجتماعي المؤيدة من المناطق الموالية، بالمطالبة بتسريح الشباب وإعفائهم من الخدمة، خاصة بعد تأخر تسريحهم، والاحتفاظ بهم.
واستعاد النظام السيطرة على درعا بتاريخ 12/7/2018، على خلفية اتفاق بخروج مقاتلي المعارضة للشمال السوري، برعاية من موسكو.
وتشهد درعا توترا أمنيا وتصعيدا، بين النظام وبعض المقاتلين السابقين ممن بقوا بداخلها بعد التسويات، وانضموا للفرقة الخامسة المحسوبة على موسكو.
كما تستفيق المحافظة يوميا على أخبار اﻻغتياﻻت التي طالت شخصيات محسوبة على النظام، أو ممن يوصفون بعناصر "التسويات ورموزها".