بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
قرب دوار المتنبي في إدلب، وجد "مأمون" مساحة صغيرة ليقيم عليها "كشك صغير" أو ما يعرف باللهجة المحلية "براكية" لتقديم المشروبات الساخنة للزبائن، وهي الخيار المناسب بالنسبة له والبديل على استئجار محل تجاري يكلفه مبلغا يترواج بين 100 و200 دولار أمريكي، وهو مبلغ ضخم بالنسبة له، خاصة أنه استدان ثمن ماكينة "اﻹكسبريس" من أحد أقاربه، بهدف الحصول على عمل لإعالة عائلته.
وتنتشر في مدينة إدلب، وباقي المناطق التابعة للمحافظة، "براكيات" تشغل اﻷرصفة، فواحدةٌ لبيع الخضار والفاكهة، وثانية للمواد الغذائية، وأخرى اتخذها صاحبها محلا للحلاقة الرجالية، وعلى مقربة منه واحدة ﻹصلاح إطارات السيارات، وغيرها من المهن التي عجز أصحابها ومعظمهم من الشباب المهجرين قسرا، عن استئجار محلات لمزاولة مهنهم.
ويروي عددٌ من أصحاب تلك "البراكيات" لبلدي نيوز، تعرضهم للتهديد بإزالة براكياتهم" بسبب "إشغال المرافق العامة"، ما دفعهم إلى دفع رسوم شهرية للمجلس البلدي، تتراوح بين 30 إلى 100 ليرة تركية، تختلف بحسب مساحة البراكية، للحصول على تراخيص تسمح لهم بالعمل.
و"البراكيات" مصنعة من ألواح الزنك وقضبان معدنية، يتم تثبيت تلك القضبان على الزوايا، بارتفاع لا يقل عن مترين، وتفرش بألواح الزنك التي تشكل سقفها وجدرانها، كما يتم عزلها بمادة "الفوم".
وتبلغ تكلفة بناء وتفصيل "البراكية" ما بين 500 إلى 1500 دولار أمريكي، لذلك يفضل أغلب الشباب بداية مشاريعهم التجارية الصغيرة في براكيات مستعملة.
وتختلف ردود الفعل على انتشار "البراكيات" على الأرصفة بين داعم يراها فرصة لعمل الشباب بدلا من مد أيديهم للآخرين لطلب المساعدة، وبين من يرى أن "البراكيات" تشغل الأرصفة وتشكل عائقا لإيقاف السيارات ومرور الناس على اﻷرصفة التي شغلت بها، ما أسهم بحدوث ازدحام في الأسواق.
وكان مجلس مدينة إدلب أصدر قرارا بنهاية تشرين الثاني الماضي، يقضي بإزالة جميع البراكيات من على الأرصفة، لكنه لم يطبقه والسبب رغبة المجلس في إنشاء سوق بديل.
وقال مراسل بلدي نيوز، إن العشرات من أصحاب البسطات والمحلات في مدينة إدلب خرجوا ضد حكومة "الإنقاذ" ردا على قرارها بإزالة البسطات من الشوارع وحول "الدوارات" وإخلاء البضائع من أمام المحلات في مدينة إدلب، أول أمس السبت.
واعتبر أصحاب تلك البراكيات أن حكومة "اﻹنقاذ" تحاربهم برزقهم، بينما تقول الأخيرة إنها تعمل على ضبط وتنظيم الأسواق، مع كثافة السكان في المنطقة.