بلدي نيوز
أظهرت دراسة جديدة، نشرت في مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب، أدلة جديدة تتعلق بقدرة فايروس كورونا على إصابة أنسجة القلب وربما إتلافها بشكل مباشر لدى المصابين بالفيروس.
وتبين الدراسة، التي إجراءها باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس بولاية ميزوري، ونشرت هذا الأسبوع، أن حالات تلف أنسجة القلب المبلغ عنها سابقا لدى مرضى كوفيد-19 لم تحصل نتيجة الالتهابات المصاحبة للإصابة بالعدوى كما كان يُعتقد في السابق.
وتوضح الدراسة أن الفايروس أظهر قدرة كبيرة على التأثير على أنشطة القلب من خلال مهاجمته لعضلات القلب بشكل مباشر لدى الكثير من الحالات.
ويقول كبير مؤلفي الدراسة البروفيسور كوري لافين إنه "في وقت مبكر من انتشار الوباء، كان هناك دليل على أن الفيروس يمكن أن يسبب قصورا في القلب أو مشاكل قلبية لدى الأشخاص الأصحاء بشكل عام".
ويضيف لافين أن "بعض الرياضيين الجامعيين الذين سمح لهم بالعودة إلى ألعاب القوى التنافسية بعد الإصابة بالفيروس أظهروا لاحقا مشاكل في القلب".
ولفهم كيفية تفاعل فايروس كورونا مع أنسجة القلب البشري بشكل أفضل، صمم الباحثون المشروفون على الدراسة نماذج عضلات القلب باستخدام خلايا جذعية.
و سمحت هذه النماذج المختبرية للباحثين بإثبات كيف يصيب الفيروس خلايا عضلة القلب على وجه التحديد ويدمر بشكل مباشر خلايا القلب المسؤولة عن تقلص العضلات.
ويحذر لافين من أن "هذه الحالة قد تؤدي إلى مرض مزمن يمكن أن يكون له عواقب على المدى الطويل لدى الماصبين".
ويضيف: "حتى الشباب الذين ظهرت عليهم أعراض خفيفة جدا يمكن أن يصابوا بمشاكل في القلب فيما بعد، مما يحد من قدرتهم على ممارسة الرياضة".
وكانت دراسات علمية نشرت العام الماضي أكدت أن أكثر من نصف المصابين بفيروس كورونا المستجد أظهرت فحوصهم نشاطا غير طبيعي لعضلة القلب، بينما تعرض واحد من كل سبعة مرضى، أو نحو 13 في المئة، لتلف في القلب.
واعتقد الباحثون في حينه أن تأثير الفيروس على القلب يمكن أن يتطور حتى يصل إلى التهاب عضلة القلب، بسبب الاستجابة الالتهابية الجهازية للعدوى، أو ارتفاع ضغط الرئة بسبب تلف أجزاء منها.
لكن الدراسة الجديدة دحضت هذه النظرية، وبات من المؤكد أن فايروس كورونا المستجد يهاجم القلب بشكل مباشر لدى بعض المصابين ويسبب مشاكل حتى للأشخاص الذين لم يعانوا في السابق من أمراض القلب والأوعية الدموية.
