"التعليم عن بُعد" في المدارس التركية.. الأطفال السوريون أكبر الخاسرين - It's Over 9000!

"التعليم عن بُعد" في المدارس التركية.. الأطفال السوريون أكبر الخاسرين

بلدي نيوز - (لانا آغا) 

يعاني الأطفال السوريون من صعوبة تعلم اللغة التركية بشكل مضاعف بعد إغلاق المدارس التركية والحجر الصحي بسبب فيروس كورونا، وتزيد المعاناة ليس على الطالب وحده بل على الأهل، في ظل التعليم عن بُعد.

ويدرس نحو 685 ألف طالب سوري في المدارس التركية من جميع الصفوف، أما كادر المعلمين الموزعين على المدارس فيقدر عددهم بنحو 13 ألف مدرس في عموم ولايات تركيا.

حاجز اللغة

يقول "أحمد الأحمد"، والد طفلة في الصف الأول ابتدائي في ولاية غازي عينتاب (جنوب تركيا)، "كان التعليم في تركيا بالنسبة للأطفال يصطدم بحاجز واحد هو اللغة، لكن عبر المخالطة والمدارس يتم تجاوز هذا الحاجز بالنسبة للأطفال، أما اليوم من خلال التعليم عن بُعد في المدارس، أعطى مردودا سلبيا على مستوى التحصيل العلمي".

ويضيف، أن الطفل كان يسمع من المعلم مباشرة مما يخلق حفظ بعض المفردات والإيحاءات، وبالتالي سرعة في التعلم، أما الآن فالطفل أمام شاشة فقط ومشاكل صوتية وصوت متقطع وصورة غير واضحة لسوء الانترنت ربما أو لسوء الجهاز المستخدم سواء كان (لابتوب أو هاتف محمول).

ويشرح "الأحمد" أن من المشكلات الأخرى هي عدم متابعة ما يكتبه التلميذ، حيث كان المعلم يكتب ويعلم الطفل كيف يكتب ويرى كتابته ويصحح له، أما الآن فهذا مستحيل في ظل التعليم عن بُعد.

ويرى "الأحمد" أن بعض الأطفال يتلقون متابعة من ذويهم بحكم إلمامهم ومعرفتهم باللغة التركية، ويشرحون ويفسرون لهم ما يقوله المعلم خلال الدرس، وهناك الكثير ممن لا يتقن ذويهم اللغة وبالتالي يقع الطفل ببحر من الغموض وهذا ما يسبب ضياع وضعف في التحصيل العلمي.

يقول "الأحمد" إنه ومن خلال تجربته الخاصة، يعاني من موعد الدرس وتغييره بين فترة وأخرى، ومن ضعف الانترنت، وعدم وضوح الشرح لابنته، وفهم ما ينطقه المعلم من كلمات.

ويقترح الأحمد حلا بديلا مؤقتا لمساعدة الأطفال في الصف الأول الابتدائي من خلال إنشاء منصات لمعلمين يجيدون اللغتين التركية والعربية وألا تكون الأعداد كبيرة للطلاب، إضافة لتوفير أجهزة محمولة للذين لا يملكون هواتف ذكية يمكن اعتمادها في العملية التعليمية.

تراجع المستوى

وتشاطر السيدة "نور" وهي أم لثلاثة أطفال في المرحلة الابتدائية في إسطنبول، السيد "أحمد"، وتؤكد تراجع محصول أطفالها العلمي للنصف.

تقول "نور"، إن الطالب الصغير لا يستطيع أن يتصرف بمفرده، ولهذا تبقى بجانبه حتى نهاية الدوام، كما تنوه لمشكلة عدم قدرة الطالب على الجلوس طويلا أمام الشاشة، إضافة لصعوبة اللغة وعدم فهم أطفالها لما يقوله الأستاذ لصعوبة المفردات التي تحتاج لمتابعة ومخالطة في المدرسة لفهمها وعدم نسيانها.

التلميذ "خالد" في الصف الثالث الابتدائي بإحدى المدارس التركية، يقول إنه كان سعيد جدا بالذهاب للمدرسة، وكان يتعلم من أصدقائه عند اللعب ويكتسب مفردات جديدة ويساعدونه عندما لا يفهم شيئا، ولكن الآن يشاهد الدرس من خلال اللابتوب، وهذا يجعله غير متفاعل مع المدرس، ويشعر أن هناك مللا وصعوبة للاستيعاب، لأن الأستاذ فقط يشرح المعلومات دون أي تفاعل.

بينما تقول المدرسة "رهف" لبلدي نيوز، وهي مدرسة تركية للصفوف الابتدائية، "نعم نواجه بعض الصعوبات من الطلاب السوريين، حيث بالطبع سوف يتعلمون بشكل أسرع وجها لوجه، وتنوه أنها لاحظت على كثير من طلابها هبوط مستواهم التعليمي، وتقول "هذا يحزنني كثيرا، وننتظر قرارات وزارة التعليم للفصل القادم وكلي أمل أن تكون وجها لوجه".

وتضيف، أن "جائحة كورونا فرضت علينا واقعا صعب التأقلم معه خصوصا تعليميا، ولكن برأيي أن على المدرس تشويق طلابه للدرس وشد انتباههم، وجعلهم دائما ينتظرون متى سوف تأتي الحصة التعليمية".

وتشير إلى أن هناك الكثير من الفعاليات عن طريق اللابتوب، وأنها تستخدم حوض سمك في منزلها لخلق الحور والتفاعل مع الطلاب، وتنهي بالقول "جميع الطلاب يحتاجون لتأسيس سليم للعلم، وأنا أعلم أن الطلاب السوريين يعانون كثيرا مع اللغة التركية بسبب عدم إتقان الأهالي للغة، لهذا يحتاجون الطلاب ممارسة أكثر وجها لوجه مع المدرسين والطلاب للتأقلم معها".

مقالات ذات صلة

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

أردوغان: لدينا تواصل مستمر مع الإدارة الجديدة في سوريا

تجار هولنديون يبدون رغبتهم لتجديد تجارتهم في سوريا

قسد تقترح حلا لمدينة عين العرب شمال شرق حلب

مشروع خط غاز "قطر - تركيا" يعود إلى الواجهة من جديد

أزمة حادة في اليد العاملة بتركيا بعد عودة عدد كبير من العمال السوريين إلى بلدهم

//