بلدي نيوز - حلب (محمد خضير)
اشتعلت حرب تصريحات بين قادة المعارضة خلال اليومين الفائتين، بين مؤكد لعملية عسكرية على مدينة الباب بريف حلب وآخر ينفي دون سابق إنذار ما أشعل مخاوف السكان من مصير مجهول يدفعون ثمنه وحدهم.
حرب تويترية
نشر "مصطفى سيجري" القيادي في قوات "الجيش الوطني" السبت، تغريدة على حسابه في توتر، حذّر خلالها المجتمع الدولي ومجموعة أصدقاء الشعب السوري من عدوان روسي محتمل على مدينة الباب السورية، ودعا القوى السياسية ومؤسسات المعارضة للتحرك والعمل على تأمين الدعم العسكري للجيش الوطني السوري.
وأكّد أن "نظام الأسد وحلفه لا يؤمنون بالحل السياسي، وأنهم يجهزون لعمل عسكري وعدوان جديد"، وفق قوله.
بدورها، ردت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، أمس الأحد في تغريدة نفت خلالها هذه المعلومات، وعدتها مجرد شائعات حول نية النظام السوري وروسيا القيام بعمل عسكري على مدينة الباب بريف حلب الشرقي والخاضعة لسيطرة الجيش الوطني والتابعة لمنطقة عمليات "درع الفرات".
وفي الصدد، قال وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة سليم إدريس في تصريح خاص لبلدي نيوز، صباح الأحد: "أنفي وبشكل قاطع ما تم تداوله على وسائل الإعلام عن وجود تحركات غير عادية للنظام المجرم على جبهة مدينة الباب".
وأكد إدريس أنه لا يوجد أي شيء غير طبيعي على الأرض، وأن تشكيلات الجيش الوطني السوري المرابطة في المنطقة لم ترصد أي تحركات وحشودات جديدة للنظام وروسيا.
ووصف الصفحات التي تتداول تلك الأكاذيب بالمغرضة، مؤكداً أن الأكاذيب التي تُبث عن سحب نقاط الرباط من جبهات مدينة الباب "منفية"، وأنه على العكس، تم تعزيز نقاط الرباط، مشيرا إلى أن الجيش الوطني السوري، في حالة جاهزية كاملة على كافة الجبهات.
بدوره، جدّد رئيس المكتب السياسي في فصيل "لواء المعتصم" المدعو "مصطفى سيجري" مزاعمه بشن النظام السوري وروسيا عملا عسكريا على مدينة الباب بريف حلب الشرقي، مكذبا ما أدلى به وزير دفاع الحكومة السورية المؤقتة والجيش الوطني بخصوص ما ورد على لسان سيجري خلال الساعات الماضية.
وقال سيجري في تغريدة له على حسابه الرسمي في موقع "تويتر"، "إن إخفاء المعلومات الدقيقة والرسمية حول -النوايا الروسية- من قِبل وزارة الدفاع والحكومة المؤقتة، ودون اتخاذ أي إجراء والإصرار على نفيها بدعوى الحرص على المزاج العام يعيدنا بالذاكرة إلى مأساة حلب وريف حماة وإدلب".
وأضاف: "شعبنا الأقدر على تحمل المسؤولية، والمكاشفة مدعاة للتكاتف والعمل".
الموقف التركي المفترض
يقول المحلل السياسي "سامر خليوي" لبلدي نيوز، روسيا أعلنت أكثر من مرة إنها لن تدخر جهدا لاستعادة الأراضي الخارجة عن سيطرة الأسد سواء عسكريا أو بالتفاوض، وهي تتحين الفرص من أجل ذلك، كما إنها لم تحترم أي اتفاق وقعته مع الجيش الحر في الغوطة أو ريف حمص الشمالي، بل حتى لم تحترم اتفاقها مع تركيا من خلال "أستانا"، وفي حال توفرت لروسيا فرصة الغدر فسوف تستغلها وتحرك ميلشيات النظام والأخرى التي تتبع لها لفتح معركة عسكرية بحجج كاذبة مفضوحة وبدعم جوي وأرضي من روسيا، وقد نفى قادة في فصائل المعارضة في الباب وجود تحضيرات وتحركات عسكرية للنظام تهدف لفتح معركة".
ويضيف، "بالنسبة لتركيا فهي ليست على استعداد لفتح معركة ضد روسيا في حال شنت روسيا عملية عسكرية في أية منطقة محررة، وأخلت باتفاقها مع تركيا كما شهدنا في مورك ومعرة النعمان وسراقب وكفرنبل وغيرها من المناطق، حيث كانت توجد نقاط عسكرية تركية لم ترغب أو لم تستطع وقف الهجوم العسكري، ويجب ألا نستبعد إمكانية الاتفاقات بين تركيا وروسيا والتي يجري بموجبها تغيير بالخارطة".
وأشار إلى أن كل الاحتمالات واردة في إدلب، منها قضم جزئي للمناطق المحررة بحجج واهية، وقد يكون ذلك برضى أو بممانعة تركية، وأيضا احتمال أن تستغل روسيا فترة انتقال الحكم بأمريكا قبل تسلم "بايدن"، أو أنها تنتظر سياسة بايدن فيما يخص الشأن السوري، ولا ننسى أن الدور الأمريكي الغربي له دور كبير فيما يخص قيام روسيا بأي عملية عسكرية، ولا قيمة لدور الأمم المتحدة ولا حتى لتركيا التي أضاعت فرصة كبيرة عندما لم تتدخل عسكريا بقوة تستطيع أن تفرض كلمتها قبل التدخل الروسي، إلا أن دورها وعملياتها العسكرية مرهونة بموافقات أمريكية أو روسية.
وختم حديثه بالقول إن "التفاهمات والاختلافات بين تركيا وروسيا في ليبيا يكون لها دور على الأرض السورية سلبا أو إيجابا، وهنا الإيجابية هي عدم شن عمليات عسكرية جديدة.
إلى ذلك، قال مصدر عسكري لبلدي نيوز رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إنه لا يعتقد أن تسمح تركيا لروسيا بشن عملية عسكرية على مدينة الباب، لأن مدينة الباب ومعارك مدينة الباب التي خاضتها تركيا كانت أولى معاركها في سوريا ضد تنظيم "داعش" وخسرت فيها العديد من العناصر، وكانت نقطة الانطلاق في القضاء على التنظيم وبوابة الدخول لروسيا، فضلاً عن كون تركيا أسهمت بعد تحرير الباب بعملية إعادة إعمار المدينة.
ويضيف، "أعتقد أن تغريدات "مصطفى سيجري" التي أطلقها بوقت سابق لا تمت للوضع الحالي بصلة، كما أنه لاتوجد معطيات انطلق منها الأخير، إنما هي جزء من سلسلة تغريدات أثبتت عدم اطلاع الأخير على الواقع.