بلدي نيوز - (عمر يوسف)
يبدأ السوريون عامهم الجديد على وقع التفجيرات التي أوقعت عشرات الضحايا في شمال وشمال شرقي سوريا، لتصبح هذه التفجيرات حدثا مؤلما يؤرق الأهالي في ظل الفلتان الأمني وفوضى السلاح في المنطقة.
ورغم كل الحواجز الأمنية والتشكيلات المسلحة التابعة للمعارضة السورية، إلا أن منفذي التفجيرات بإمكانهم حتى هذه اللحظات اختراق الأمن وتلك الحواجز، وتعكير صفو الحياة ووضع المنطقة في حالة من عدم الاستقرار.
تفجيران في يوم واحد
في ريف حلب الشمالي؛ استشهد مدني وأصيب آخرون بجروح، اليوم السبت، جراء انفجار سيارة مفخخة في مدينة جنديرس بريف حلب الشمالي.
وقال مراسل بلدي نيوز بريف حلب، إن سيارة مفخخة انفجرت عصر اليوم وسط مدينة جنديرس التابعة لمنطقة عفرين بريف حلب الشمالي، ما تسبب باستشهاد مدني وإصابة ثمانية آخرين بجروح كحصيلة أولية.
وكان أصيب سبعة أشخاص بينهم طفلان اليوم جراء انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة في إحدى السيارات وسط مدينة جنديرس بريف حلب الشمالي.
وإلى الشمال الشرقي استشهد طفلان وأصيبت والدتهم بجروح، جراء انفجار سيارة مفخخة في مدينة رأس العين شمال الحسكة، ضمن منطقة العمليات التركية "نبع السلام".
وقال المجلس المحلي لرأس العين في منشور على فيسبوك، إن سيارة مفخخة (سرفيس) انفجرت في مدينة رأس العين مقابل محلات الأومري قرب دوار الجوزة بوسط المدينة، أودت بحياة طفلين، وتسببت بإصابة والدتهم بجروح.
وتشهد مدن عفرين ورأس العين وتل أبيض والمدن والبلدات المحيطة بها تفجيرات مستمرة بوتيرة مرتفعة منذ سيطرة فصائل المعارضة السورية بدعم تركي على المنطقة ضمن عمليتي "غصن الزيتون" و"نبع السلام" التي استهدفت قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
ومنذ سيطرة فصائل المعارضة مدعومة بالقوات التركية على تلك المناطق، فإن الأحوال الأمنية لم تستقر يوما، جراء العمليات التي يقف خلفها بالدرجة الأولى قوات سوريا الديمقراطية التي تضم في صفوفها الوحدات الكردية.
تجاوزات
إن بعض التجاوزات من قبل بعض فصائل المعارضة بحق سكان تلك المدن إبان السيطرة عليها خلق حالة كره وعداء بين الفصائل والسكان المحليين، الأمر الذي استغلته قوات سوريا الديمقراطية لتضخيم تلك الأحداث ووصفها بأنها حالة عامة في مدينة عفرين على سبيل المثال.
نتيجة هذه الأحقاد والضغائن دفعت بالعديد من عناصر "الوحدات الكردية" لتنفيذ عمليات انتحارية في مدينة عفرين ومدن أخرى في ريفي الرقة والحسكة، تحت مسمى "مقاومة الاحتلال"، ليدفع ثمنها المدنيون السوريون من دمائهم.
لا يمكن أن إلقاء اللوم على النازحين واتهامهم بإقصاء المكون الكردي عن وجودهم في عفرين، بل يجب أن يتجه أصبع الاتهام إلى قيادات الفصائل التي تتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى عن التجاوزات التي انطبعت في أذهان السكان.
إن مسألة التفجيرات لن تنتهي في الوقت القريب العاجل، رغم الحلول الأمنية الواسعة من خلال حواجز التفتيش وأجهزة كشف العبوات الناسفة، بل تحتاج إلى حلول طويلة الأمد إلى جانب الحل الأمني والمراقبة من الأهم عملية ترسيخ العيش المشترك، وهو الأمر الذي سوف يعود بالاستقرار والخير على أبناء سوريا المستقبل.