بلدي نيوز - الحسكة (خاص)
شهدت الأيام القليلة الماضية تطورات جديدة على امتداد الحدود السورية التركية، من عين عيسى بريف الرقة وصولاً لمدينة القامشلي في ريف الحسكة.
حيث أرسلت روسيا تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مدينة القامشلي بالتزامن مع تعزيز تواجدها في منطقة عين عيسى، وجاءت التطورات الأخيرة عقب عمليات اعتقال متبادلة بين "قسد" وقوات النظام في القامشلي، والهجوم من قبل الفصائل المدعومة من تركيا على نقاط حساسة بالقرب من عين عيسى في الرقة.
واستغلت روسيا التطورات الأخيرة بإرسالها قوات مقاتلة ومدرعات ومجنزرات وعربات ثقيلة وراجمات وطائرات مروحية إلى مطار القامشلي، وضمت التعزيزات نحو 500 عسكري روسي من مختلف الرتب، بالإضافة إلى استقدام مايزيد عن 1300 مقاتل من الميليشيات المحلية المتعاقدة مع حميميم.
ولعل من أبرز التطورات السياسية عندما أبلغ "جيمس جيفري" المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط قوات "قسد"، أنها في حال أرادت الاستمرار بتلقي الدعم الأمريكي، عليها التخلي عن فكرة الانفصال عن سوريا وقطع توريد المواد النفطية وقطع علاقتها مع حزب العمال الكردستاني، وعدم استخدام الأراضي السورية لعمليات هجومية على الأراضي التركية.
روسيا تسابق الوقت
يرى محللون أن المعطيات الأخيرة تقول أن روسيا تسابق الزمن، وتحاول فرض أمر واقع جديد شمال شرق سوريا، في ظل الانشغال الأمريكي بنقل السلطة وتسلم "جو بايدن" سدة الحكم في البيت الأبيض.
وأهم تلك المعطيات هو إبعاد الجانب الأمريكي عن حقول النفط، وبسط سيطرتها على المناطق التي تخضع لسيطرة "قسد" وبإشراف من التحالف الدولي، باتفاقات جديدة تتعهد بوقف العمليات العسكرية التركية على تلك المناطق.
كما تحاول روسيا استخدام العشائر العربية كأداة لضرب السلم الأهلي، وبذلك تُحقق هدفين، إضعاف قوات سوريا الديمقراطية والانتقام منها كونها لم تستجب للسياسات الروسية في مواجهة أمريكا، وممارسة ضغط فعال على الوجود الأمريكي نظراً لحيوية القوى العشائرية.
موطئ قدم شرقا
مصادر محلية أفادت في وقت سابق، أن روسيا حشدت التعزيزات العسكرية في مطار القامشلي، والهدف منه هو تشكيل قاعدة إنطلاق للمروحيات التي ترافق الدوريات الروسية في المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا.
وكانت أعلنت روسيا في وقت سابق أن المطار سيشكل قاعدة إنطلاق للمروحيات التي ترافق الدوريات، وأن التمركز فيه يسهم في توسيع عمل الدوريات، نظرا لأن رحلة المروحيات التي لا تنطلق من "حميميم" إلى المنطقة تستغرق خمسة ساعات.
الوجود الروسي شرق الفرات
في العام 2019، بدأت روسيا بالانتشار في مناطق سيطرة "قسد"، وباشرت بتسيير دوريات مشتركة مع القوات التركية، على خلفية اتفاق "سوتشي" بين أنقرة وموسكو.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، إن موسكو تحافظ على اتصالات دائمة مع واشنطن عبر قنوات عدة بينها قناة التنسيق الدبلوماسية – العسكرية، مضيفا أن "الخلافات حول أكثر من ملف يتعلق بسوريا، لا تعرقل استمرار هذه الاتصالات التي نرى أنها مفيدة للغاية".
وأضاف في تصريح نقلته وكالة أنباء "تاس"3 الروسية في وقت سابق، أن "الحوارات عبر القنوات المختلفة، بما في ذلك من خلال الخط الدبلوماسي العسكري، تستخدمها موسكو لنقل وجهات نظرها ومواقفها للجانب الأمريكي كما أننا نستمع بدورنا إلى وجهات نظرهم".