ما خطة النظام للهجوم على الرقة؟ - It's Over 9000!

ما خطة النظام للهجوم على الرقة؟

بلدي نيوز – (خاص)
طبّلت قوات النظام وزمّرت كثيراً للمعركة التي فتحتها جنوبي الرقة، والتي تسعى من خلالها للوصول إلى جنوبي المدينة، التي يبدو أن هناك خطة أمريكية-روسية مشتركة للهجوم عليها، بدأت تتضح معالمها مع الهجوم على منبج، والهجوم المتزامن على الرقة من الجنوب.
فقوات النظام تسعى لاستخدام الطريق الصحراوي بين أثريا والطبقة، والمكشوف نسبياً لوسائل الاستطلاع الروسية والأمريكية المختلفة، والتي ستساعدها أكثر في استكشاف الصحراء، وتدمير الأهداف التي يصعب تمويهها في الصحراء، في محاولة لتكرار سيناريو معركة تدمر في الجزء الجنوبي من المدينة.
لكن المعركة ما تزال في بدايتها، فالنظام ما يزال بحاجة للتقدم لمسافة تزيد على 120 كم، حتى يصل إلى مشارف مدينة الرقة، وهي فعلياً مسافة أكبر من التي قطعها للوصول إلى تدمر، واستغرقت معه عدة أشهر من المعارك.
فالخطة الأمريكية-الروسية على ما يبدو تقضي بإحاطة الرقة من الجنوب والهجوم عليها من الشمال، وفي نفس الوقت عزل ريف حلب الشرقي والشمالي عن دير الزور والرقة، عبر الهجوم على منبج، والسيطرة لاحقاً من قبل قوات الأسد على الطبقة، التي تعتبرها قوات الأسد "ثأرها الأول"، في ما يمكن تشبيهه بشعارات "الحشد الشعبي" الذي حاول اقتحام الفلوجة.
نظام الأسد فقد القدرة على التخطيط للمعارك منذ سيطر الإيرانيون على قيادته، والآن الروس يتحكمون في كل خطوات جيش النظام، وخصوصاً أنهم مسؤولون عن الدعم الجوي له، ما يعني أن خطة الهجوم على الرقة هي خطة روسية وليست من بنات أفكار النظام، ودور النظام فيها التنفيذ وتلقي الخسائر، ودفع الفواتير لاحقاً وتحقيق "ثأره" وتسويق نفسه كمحارب "للإرهاب".
اختار الروس والأمريكان النظام لهذه المهمة، بسبب تحمله الخسائر البشرية بشكل كبير، على عكس الميليشيات الكردية، فعملية وصول الميليشيات الكردية إلى سد الفرات وعبوره والوصول إلى مطار الطبقة، ستكون عبارة عن محرقة كبيرة لهذه الميليشيات، مهما بلغ مستوى دعم التحالف لهذه الميليشيات.
فقد جربوا التقدم لعدة كيلومترات شمال الرقة، خسروا خلالها قرابة 100 عنصر خلال أسبوع واحد من القتال، فاستمرار خسائرهم بهذا الشكل وهم ما يزالون على بعد ستين كيلومتراً من الرقة، يعني حكماً تبخر الميليشيات الكردية قبل وصولها إلى المدينة، فبنيتها وتشكيلتها لا تسمح لها بتحمل عدد عالي من الخسائر البشرية، وخصوصاً بعد فرضها التجنيد الاجباري، الذي قد يقودها في حالة حدوث كم كبير من الخسائر لمواجهة تمرد من الأكراد أنفسهم.
السيطرة على "الجبل"
يبدو أن النظام يحاول تكرار سيناريو دير الزور مع الرقة، فدير الزور محصورة بين "جبل" يرتفع قرابة 150 مترا عن سطح الأرض، وأفرع نهر الفرات، حيث سيطر النظام منذ الأيام الأولى على الجبل، ونصب عليه مدفعيته واستحكاماته الهندسية، فهو مطل على كامل المدينة، ويسمح له بقصف جميع أحيائها بشكل مباشر أو غير مباشر، وهو المسؤول الرئيسي عن عدم سيطرة الثوار ثم التنظيم على المدينة.
فيأتي هجوم النظام من جنوب الرقة، في محاولة للوصول إلى منطقة مرتفعة جنوبي المدينة، تمتد هذه المنطقة بين الرطلة شرقاً ومحطة ضخ السحل غرباً، (والتي ترتفع 300 متر عن سطح البحر)، ستعطي للنظام نفس الإمكانات التي حصل عليها من جبل ديرالزور، يضاف إليها أنه تمتد أمامها منطقة مزارع وبساتين بعمق 3 إلى 4 كم، منبسطة جداً، تسمح للنظام بملاحظة واكتشاف أي هجوم، وبخاصة بالعربات المفخخة تجاه هذه المنطقة المرتفعة.
وبمجرد وصوله هناك يصبح نصف المدينة تقريباً تحت مدى الرمايات المباشرة لمدفعية الميدان والدبابات، وكامل المدينة في مرمى المدفعية والهاون من العيارات 120 ملم فما فوق (رمي غير مباشر).
وستعطيه منطقة القتل التي تمتد لأربع كيلومترات وفاصل هو نهر الفرات أمام قواته، ما يعطيه القدرة على اكتشاف وصد أي هجوم ينفذه التنظيم انطلاقا من المدينة نفسها، كذلك امكانية تغطية قواته بالرمايات المباشرة في حال حاولت التقدم من هذا القطاع، عدا عن قطع طريق ديرالزور حلب، وما له تأثير على معركة ريف حلب الشرقي والشمالي.
حيث قد يعمد النظام لإبقاء هذه الحالة مستمرة فترة طويلة قد تمتد لأشهر وربما أكثر من عام، فيحاصر المدينة ويجوع المدنيين فيها ويهجرهم منها، تمهيداً لانتهاء معركة ريف حلب، ثم الدخول في معركة الرقة من اتجاهين شمالي للميليشيات الكردية وجنوبي للنظام.

مقالات ذات صلة

الرقة.. هروب جماعي لعناصر "قسد" من مدينة الطبقة

تطورات مناطق دير الزور والرقة والحسكة

ماذا تضمنت مبادرة "قسد" لإدارة الدولة السورية؟

قسد تضيق الخناق على الأهالي في مناطق ديرالزور والرقة والحسكة

خسائر من قوات النظام بهجوم للتنظيم في الرقة

وصول قياديين وعناصر إلى بلدة دبسي غربي الرقة، ما الهدف؟

//