بلدي نيوز - (عمر الحسن)
تزايدت المخاوف مؤخرا في منطقة شمال وشرق سوريا الخاضعة لسيطرة "قسد"، من تفشي فيروس كورونا، حيث تعاني المنطقة من نقص في الإمدادات الطبية مع دخول فصل الشتاء، خاصة مع ارتفاع أرقام حصيلة الإصابات اليومية التي تجاوزت المئتين في بعض الأيام.
ويبلغ عدد المصابين بفيروس "كورونا" في مناطق شمال وشرق سوريا، وفقا لآخر إحصائية 4845 حالة منها 130 حالة وفاة و744 حالة شفاء، منذ تسجيل أول إصابة بالفيروس في مناطق سيطرة "قسد" في نيسان الماضي.
وتعاني مناطق شرق الفرات أساسا من نقص بالمعدات الصحية والطبية، بعد توقف المساعدات عبر معبر اليعربية، بفيتو روسي - صيني بداية العام الحالي، مما يشكل تهديدا مضاعفا يفرضه انتشار فيروس كورونا.
وتسبب الصراع في المنطقة في خسائر فادحة في أنظمة الرعاية الصحية مثل باقي أجزاء سوريا، حيث دُمرت كثير من المستشفيات، وخرجت كثير من النقاط الطبية والعيادات عن الخدمة.
وضمن إجراءات مواجهة كورونا، أعلنت إدارة "قسد"، في 27 الشهر الماضي، عن فرض حظر شامل للتجوال في مناطق سيطرتها بمحافظة الحسكة من يوم الخميس المقبل الموافق لـ 6 آب/ أغسطس ولغاية 20 من الشهر ذاته.
وعزت إدارة "قسد" قرارها لزيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا، إضافة لزيادة الأعداد المخالطة والمشتبه بإصابتها بالفيروس، واستثنت من قرار الحظر محلات المواد الغذائية والخضروات، والمستشفيات والصيدليات، ومحطات المحروقات، كما سمحت بحركه صهاريج نقل المياه وسيارات نقل المواد الغذائية والطبية، كما سمحت بالاستمرار بإقامة التجمعات الدينية الأسبوعية كصلاة الجمعة وقداس الأحد، وأبقت على دوام الجامعات وعلى المعابر مفتوحة.
وأثارت هذه الإجراءات سخرية بين نشطاء المنطقة، على اعتبارها أبقت ظروف الاختلاط قائمة، ولم تسهم في تقييد حرية الحركة بين بعض المناطق الموبوءة بكثرة وتلك التي فيها عدد إصابات أقل.
وقال مصدر طبي من الحسكة لبلدي نيوز، إن عدد الإصابات بفيروس كورونا في محافظة الحسكة، هو أكبر بكثير من الإصابات التي تعلنها إدارة "قسد"، مشيرا إلى أن عشرات المصابين يخلطون بين الإصابة بفيروس كورونا و"الرشح" ويستمرون بالخروج من منازلهم ومخالطة الناس ما يسهم في تفشي الفيروس أكثر.
وأشار المصدر -الذي طلب عدم ذكر اسمه- إلى أن الإدارة الذاتية مقصرة بشكل كبير من ناحية حملات التوعية بخطورة الفيروس لدفع الناس إلى التقيد بالحجر الصحي وإجراءات الحجر الذاتي، لافتا إلى حلول الشتاء وانخفاض درجات الحرارة ربما يسهم بشكل كبير في زيادة انتشار الفيروس، لذلك كان لابد من اتخاذ إجراءات أكثر تشددا في هذه الفترة لتجنب الكارثة التي قد تكون على الأبواب.
وقبل أيام، قالت ناتالي بكداش، مندوبة الإعلام والتواصل باللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنه من أصل 16 مشفى، يعمل مشفى واحد بكامل طاقته، و8 مستشفيات تعمل بطاقة جزئية، و7 لا تعمل على الإطلاق، مع نقص في الغذاء والدواء.
وحذرت بكداش من أن هذه الحالة "لا تستوفي أي منطقة في شمال شرقي البلاد حد الطوارئ، وهو 10 أسرة لكل 10 آلاف شخص".