بلدي نيوز
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن إجراء نائب مساعد الرئيس كاش باتيل زيارة إلى دمشق مطلع عام 2020، بغرض التوصّل لاتفاق مع نظام الأسد يقضي بإطلاق سراح 6 مواطنين أمريكيين أبرزهم الصحفي أوستن تايس، ولا يبدو بحسب التقرير أن الزيارة قد حققت أي أهداف إيجابية.
وكان الرئيس دونالد ترامب طالب النظام في آذار/ مارس 2020 ، بإخلاء سبيل الصحفي أوستن تايس لأسباب إنسانية.
ويبدو أن ترامب كان يحاول من خلال هذه القناة التوصّل لاتفاق للإفراج عن مواطني بلاده المعتقلين لدى النظام من أجل تعزيز موقفه داخليا في الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها مطلع تشرين الثاني.
وتعثّر المباحثات التي أجرتها الولايات المتّحدة بشكل مباشر مع النظام، أو غير مباشر مع حلفائه أي روسيا وإيران، قد يكون مقترنا بالمقابل الذي يُفترض تقديمه لإتمام الاتفاق.
ومع ذلك، فإنّ عدم نجاح الزيارة التي أجريت قبل سبعة أشهر، لا يعني أن المباحثات وصلت إلى طريق مسدود، بل ربما أن الطرفين قد أسسا في هذه الزيارة لمسار تفاوضي على القضايا الجزئية العالقة، والتي يمكن متابعتها من قبل وسطاء آخرين بعد ذلك.
ورغم توجيه واشنطن مؤخرا انتقادا غير مباشر لسلطنة عمان بعد قيامها بتعيين سفير فوق العادة في دمشق، إلا أن هذا التعيين قد يكون مدفوعا برغبة أمريكية لفتح قناة خلفية مع النظام وداعميه الإيرانيين على وجه الخصوص، بحيث يمكن لمسقط التعامل مع الملفات الجزئية العالقة.
وفي تشرين الأول الجاري، زار مدير الأمن العام اللبناني عباس إبراهيم واشنطن، وتم تسريب معلومات عن مناقشة إبراهيم لقضية المعتقلين الأمريكيين في سجون النظام، وكان إبراهيم قد توسط العام الماضي للإفراج عن الرحالة الأمريكي سام غوديون.
وكشف روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لـ"معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، عن دور لبناني في الواسطة بين واشنطن ونظام الأسد، في محاولة للتوصل إلى صفقة بين الطرفين تفضي إلى إطلاق النظام رهائن أمريكيين يحتجزهم.
وأعرب ساتلوف عبر حسابه في "تويتر" عن تخوفه من صفقة يكون ثمنها باهظا قد تقدمها أمريكا لنظام الأسد، مقابل الإفراج عن الرهائن قبل الانتخابات التي يمكن أن تؤدي إلى تغيير سياسي مزلزل.
ولفت أن الثمن قد يكون انسحاب القوات الأمريكية من قاعدة التنف على الحدود العراقية- السورية، معتبرا أن ذلك سوف يبهج روسيا وإيران و"حزب الله" ونظام الأسد.
ويُعتقد أن النظام وحلفائه لن يُقدموا على الإفراج عن المعتقلين الأمريكيين قبل الانتخابات بانتظار النتائج، بحيث يمكن تقديمها كبادرة حسن نية لترامب إن أعيد فوزه، أو لكسب إدارة بايدن منذ بدايتها.
المصدر: جسور + بلدي نيوز