بلدي نيوز - (مصعب الأشقر)
ارتفعت أسعار مواد التدفئة إلى مستوى قياسي، فاق قدرة السكان على اقتناء أبسط مستلزمات التدفئة شمال سوريا، بالتوازي مع ازدياد نسبة الفقر والبطالة بين السكان.
ولجأ كثير من الأهالي في محافظة إدلب للبحث عن حلول للتدفئة مع اقتراب فصل الشتاء؛ البعض لجأ للطبيعة والبعض إلى مخلفات رخيصة وغير صحية بهدف الوقاية من برد الشتاء.
ولكن النازحين يبقون الأكثر تضررا بمواجهة موجات البرد القارس، مما يدفعهم لإيجاد حلول لإشعال النار داخل الخيمة.
تقول الحاجة "أم أحمد" النازحة من ريف حماة منذ حوالي 3 سنوات، وتعيل أسرة مكونة من 5 أفراد معظمها بنات تحت سن الـ 18، تقول إنها تخرج يوميا صباحا لجمع العيدان والحطب في منطقة حارم تحضيرا لقدوم فصل الشتاء.
وتضيف، "منذ العام الماضي ارتفعت مستلزمات التدفئة إلى حد كبير، وعلى الرغم من ذلك استطعت شراء بعض الحطب والفحم من أجرتي في معامل الزيتون، ولكن هذا العام لا طاقة لي بشراء الحطب أو الفحم و حتى أكياس لباس البالة، لاسيما أننا منذ الشهر الرابع بدون عمل إثر إغلاق المعامل نتيجة جائحة "كورونا" لنبقى هذا العام دون أي أمل في الحصول على وسائل الدفء".
وتقول السيدة "أم أحمد"، "لم أجد أمامي إلا اللجوء للحقول الزراعية حول المخيم، لأقطع كل يوم مسافة لا تقل عن 10 كم في جمع عيدان الأشجار المتساقطة، علني أجمع ما يمكنني من إشعاله في أيام البرد الشديد".
وتابعت، "مهما جمعت من العيدان من غير المعقول أن أستطيع جمع أكثر من 400 كغ التي نستعملها في أيام البرد القارس، أما باقي الأيام نضطر للبقاء في الفراش تحت الأغطية، ولا أجد سبيلا غير ذلك".
بدوره، يقول "علي الحموي" الذي يجمع هو الأخر من مكبات القمامة البلاستيك التالف، بهدف التدفئة عليه في الشتاء، إنه بعد النزوح لأكثر من 4 سنوات، وندرة العمل اضطر هذا العام للبحث عن البلاستيك وجمعه من مكبات القمامة شمال سوريا بغية استخدامه كمادة تدفئة بالشتاء.
ويلفت أنه لم يجد البديل عن البلاستيك التالف بالرغم من معرفته بأضراره على الأطفال إلا أن ارتفاع أسعار مواد التدفئة حال بينه وبين اقتنائها.
ارتفاع الأسعار
وسجلت أسعار مواد التدفئة شمال سوريا، ارتفاعا كبيرا هذا العام، حيث وصل سعر طن الحطب إلى 120$ وسطيا، بينما الطن الواحد من البيرين (مخلفات الزيتون) 110$ و150$ للطن الواحد من قشور الفستق والجوز والمشمش، و80$ لطن الفحم، بينما فُقدت مخلفات البالة لهذا العام بسبب التضييق في استيرادها بعد انتشار جائحة كورونا.
وكان المازوت من أغلى مستلزمات التدفئة، الذي سجل 150 دولار للبرميل سعة 200 ليتر، بينما لا يتخطى مدخول أكثر من 91% من السوريين الـ 1 $ في اليوم.