بلدي نيوز – ريف حماة (مصعب الأشقر)
أجبر وصول الثوار إلى ضفاف نهر العاصي، نظام الأسد على تهدئة وتيرة القصف على المناطق المحررة في تلك المنطقة، حيث باتوا يشكلون هاجساً ورعباً حقيقياً مستمراً للنظام ومواليه في المنطقة.
ويأتي تخفيض النظام من وتيرة قصفه التي -لم تتوقف- على المنطقة بسبب خشيته من رد الثوار، وقصفهم مواقعه القريبة من الأراضي الزراعية أو الواقعة ضمنها، خاصة أن هناك مساحات من الأراضي الزراعية ضمن المناطق التي يحتلها النظام، ستتضرر بشكل كبير في حال تعرضت للقصف، ما سيسبب خسائر مادية كبيرة للنظام.
ويقول القيادي في لواء "جند الهدى" -التابع لجيش النصر- رجب هليل لبلدي نيوز "إن وصول الثوار إلى ضفاف نهر العاصي أجبر قوات النظام على التهدئة، بسبب وقوع الأراضي الزراعية للقرى الخاضعة للنظام في مدى أسلحة الثوار".
ويضيف "إن قوات النظام ستعود لقصف القرى والبلدات المحررة، فور انتهاء موسم الحصاد في المناطق الخاضعة لسيطرتها، أما نحن مستمرون في رباطنا وأعمالنا النوعية داخل أراضي العدو، لإجباره من جديد على الكف عن قصف المدنيين في قرى وبلدات سهل الغاب".
من جهته، يقول سامر نصار، وهو رئيس مركز الدفاع المدني في بلدة قسطون "إن قوات النظام أحرقت أربعة آلاف هكتار العام الماضي، كانت مزروعة بالقمح ضمن المناطق المحررة"، مضيفاً أن العام الماضي شهد حرائق مقصودة، افتعلها النظام بقصف الأراضي الزراعية في بلدة الزيارة".
في المقابل، قال المزارع محمود لبلدي نيوز "إن خسارته وأقربائه في العام الماضي، كانت كبيرة، إذ التهمت النيران حقلهم بسبب قصف مدفعية النظام، لكن الوضع الحالي أفضل -لحد اللحظة- ويستبشر بموسم جيد من القمح يؤمن لهم الاستمرارية بالحياة داخل البلاد، مع خشيتهم الشديدة من تكرار سيناريو قصف العام الماضي، واحتراق المحصول مرة أخرى.
يذكر أن كمية محصول القمح في سهل الغاب، شهدت تراجعاً كبيراً في العام الماضي، بسبب قصف قوات النظام للأراضي الزراعية في موسم الحصاد مما تسبب بإحراق المحاصيل قبيل حصادها.
وعلى الرغم من خشية المزارعين الشديدة من قصف حقولهم وإحراقها مرة أخرى، لكن المدنيين في المنطقة فخورون بما فعله الثوار، وإجبارهم قوات النظام على تخفيف حدة القصف، ما قد يسمح لهم بحصاد محاصيلهم قبل عودة القصف من جديد، بمجرد انتهاء النظام من حصاد الحقول في المناطق التي يسيطر عليها.
