رسائل باتجاهات متعددة.. من المستفيد من تعطيل الدوريات المشتركة في إدلب؟ - It's Over 9000!

رسائل باتجاهات متعددة.. من المستفيد من تعطيل الدوريات المشتركة في إدلب؟

بلدي نيوز (خاص)

فشلت القوات التركية والروسية مجددا في تسيير دورية مشتركة على طريق "حلب - اللاذقية" (M4) والمعروف بالطريق السريع، بعد تعرضها لهجوم اليوم الثلاثاء، فيما لا يزال الاتفاق "التركي-الروسي" يحكم محافظة إدلب التي تضم نحو 4 ملايين مدني، جلهم من النازحين والمهجرين على يد النظام من مختلف المحافظات السورية.

ومن المتوقع أن تواجه هذا الاتفاق تحولات جديدة بعد الاستهداف اليوم وإصابة الجنود الروس على الطريق السريع، في وقت يحرص الجانبان الروسي والتركي على استمرار اتفاق موسكو المبرم في مارس/آذار الماضي، والذي أرسى دعائم وقف إطلاق النار في محافظة إدلب بين قوات النظام وفصائل المعارضة السورية، والذي يواجه خروقات من جانب قوات النظام بشكل أساسي.

تصفية حسابات

يقول "تركي مصطفى" الباحث لدى شبكة بلدي نيوز، إن استهداف الدوريات "الروسية - التركية" المشتركة على طريق (M4) يثير جملة من الاستفهامات بشأن مدى تطور قدرات الطرف المنفذ في أدوات وطرق الاستهداف، إلى الحد الذي مكّن ذاك الطرف من إعطاب أكثر من آلية عسكرية بسهولة دون الكشف عن هويته، وعلى الرغم من عدم امتلاك بعض فصائل المعارضة الراديكالية، للقدرات التقنية والمادية واللوجستية لهذه التطورات المتلاحقة.

وأضاف مصطفى، إن وزارة الدفاع الروسية اعتبرت مؤخرا أن "التنظيمات الإرهابية في إدلب تواصل محاولاتها لتعطيل عمل الدوريات"، وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف، "في الوقت الذي تركز فيه الوحدات العسكرية الروسية جهودها لبسط الأمن في منطقة خفض التصعيد في إدلب، في إطار الاتفاق الروسي - التركي، لا تتوقف التنظيمات المسلحة عن محاولات تعطيل هذا الاتفاق"، ما يدل على أن غالبية أطراف الصراع لها مصلحة في تعطيل الاتفاق "الروسي - التركي"، إلا أن إيران ونظام الأسد، يقفان خلف تعطيل هذا الاتفاق، ولعل أقوى المؤشرات الدلالية على ضلوع إيران، عدم الاعتراف ضمنيا باتفاق موسكو والعمل بكل ما أوتيت من خداع لمواجهة أي ظرف سياسي متغير، وهذا هو "طبع إيران" الذي تجلى خلال كل الاتفاقات التي عقدت بين الجانبين الروسي والتركي.

وختم بالقول أنه وبناء على حسابات دقيقة ذات صلة بأهداف الحرب ونتائجها الموجهة في سوريا، فإن تعطيل الدوريات المشتركة يدخل في تصفية الحسابات السياسية، بين أطراف الصراع الأساسية وبالتحديد (إيران وتركيا وروسيا).

الدور الإيراني

وتعليقا على استهداف الدورية المشتركة "25" في إدلب، قال الباحث السياسي "عبدالوهاب عاصي" لبلدي نيوز: "عمليا فإن فرضيات الاستهداف تنحصر بين التنظيمات الجهادية المنتمية لتحالف القاعدة وخلايا تنظيم "داعش" والخلايا النائمة التابعة للنظام السوري في منطقة إدلب، مع الإشارة إلى أنّ الطريقة التي تم فيها تبني الهجوم -في مناسبتين- لا تشبه أساليب التنظيمات الجهادية، بما فيها تنظيم "داعش"، عدا عن كون الهجوم لا يخدم القاعدة أو "داعش" بقدر ما يخدم النظام ومن خلفه إيران وحتى روسيا نفسها". 

الرغبة في التعطيل 

وأضاف عاصي: "على فرض أن الخلايا التابعة للنظام السوري كانت هي المسؤولة عن تنفيذ الهجوم، فإنّ ذلك قد يحمل عددا من الدلالات مثل "استمرار قدرة النظام السوري وحلفائه على اختراق منطقة خفض التصعيد، رغم الحملات السابقة التي قامت بها فصائل المعارضة في عامي 2017 و2018، لملاحقة الخلايا التابعة له في تلك المنطقة، ووجود رغبة لحلفاء النظام السوري –غالبا إيران– في تعطيل تنفيذ مذكرة موسكو حول إدلب، والضغط على تركيا، إذ أنّ مثل هذا الهجوم يُحمّل تركيا مسؤولية عدم استئصال المجموعات المتطرفة في إدلب، والتي تقع على عاتقها أصلاً".

ما علاقة "داعش"؟

وتابع: "في حال كانت خلايا تنظيم "داعش" هي المسؤولة عن تنفيذ الهجوم فإنّ ذلك يُعتبر مؤشراً لعدد من الأمور أبرزها: "تصاعد خطورة التنظيم من خلال بدءِ تنفيذ خلاياه عدة عمليات في الأسابيع الماضية على نحو غير معتاد في مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية، بالإضافة إلى قدرة داعش على الردّ على سياسات هيئة تحرير الشام، مع استمرار الجهاز الأمني التابعة لها بملاحقة من كان له صلة بالتنظيم".

رسائل بعدة اتجاهات

واستطرد قائلا: "أمّا في حال كانت التشكيلات الجهادية التي يقودها تنظيم حراس الدين هي المسؤولة عن الهجوم، فإنّ ذلك يحمل رسائل مختلفة لعدّة جهات أبرزها، منها التأكيد على قدرة التنظيم على مواجهة روسيا في المنطقة والحرص على استهدافها كلّما سنحت الفرصة لذلك، على أمل أن يساهم ذلك في تعزيز ثقة عناصره به من جهة، والإشارة إلى إخفاق هيئة تحرير الشام في ضبط ملفّ التنظيمات الجهادية في المنطقة، وقدرتها على تهديد الأطراف التي تقدّم الهيئة نفسها ضامنا وضابطا لها، على اعتبار أنّ موقع الاستهداف يقع ضمن مناطق سيطرة الهيئة بشكل مطلق، عدا عن كونها مسؤولة عن حماية المسار بشكل غير رسمي".

وكانت أعلنت وزارة الدفاع الروسية ظهر اليوم الثلاثاء، أن مسلحين استهدفوا دورية روسية-تركية باستخدام قاذفة قنابل يدوية على الطريق السريع "إم 4" في محافظة إدلب السورية، أدّت إلى إصابة جنديين روسيين بجروح خفيفة، فضلا عن تضرر ناقلة جند مدرعة تابعة للشرطة العسكرية الروسية، وتوقف الدورية.

وفي السابع عشر من اَب/ أغسطس الجاري استهدف مجهولون دورية مشتركة للقوات التركية الروسية بالقرب من مدينة أريحا بريف إدلب الجنوب، ما أدى إلى إعطاب مصفحة تركية.

وفي الرابع عشر من تموز/ يوليو الماضي، أصيب ثلاثة جنود روس وعدد من أفراد طاقم مدرعة عسكرية تركية، إثر انفجار سيارة مفخخة استهدف دورية تركية روسية مشتركة على طريق حلب اللاذقية الدولي (إم 4)، بالقرب من مدينة أريحا في ريف إدلب الجنوبي.

مقالات ذات صلة

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

أردوغان: لدينا تواصل مستمر مع الإدارة الجديدة في سوريا

كيف بررت روسيا سرعة انهيار جيش النظام المخلوع

تجار هولنديون يبدون رغبتهم لتجديد تجارتهم في سوريا

قسد تقترح حلا لمدينة عين العرب شمال شرق حلب

مشروع خط غاز "قطر - تركيا" يعود إلى الواجهة من جديد

//