بلدي نيوز - (عمر الحسن)
حذر رأس النظام بشار الأسد، من تفشي كورونا في سوريا، كاشفا لأول مرة، أن قلة عدد الإصابات المعلنة لا يعني أن هذه الأرقام تمثل عدد الإصابات الحقيقية.
وخلال لقاء مع ما تسمى "المجموعة الحكومية المعنية بمواجهة جائحة كورونا وتداعياتها"، قال "الأسد"، إن "الإعداد القليلة التي ظهرت بالنسبة للوباء في سوريا لا يعني أنه لا يوجد أعداد بكثير.. لأننا لم نفحص كل المواطنين، ولكن الذي يؤكد أن ليست كبيرة جدا هي قلة عدد الوفيات".
وأضاف "الأعداد القلية لا تعني أبدا أننا خرجنا من دائرة الخطر، وتواضع الأرقام لا يعني أبدا أن هذه الأرقام المحدودة لا تنفجر خلال أيام وربما أسابيع قليلة لنرى أنفسنا أمام كارثة حقيقة تتجاوز الإمكانات الصحية واللوجستية في سوريا".
وأعلنت وزارة الصحة بالنظام عن تسجيل 44 حالة إصابة بفيروس كورونا، شفي منها 27 وتوفي 3، وقالت الوزارة السبت الماضي، إن جميع الحالات المصابة بفيروس "كورونا المستجد" (كوفيد-19) في محافظتي "دمشق ودرعا" شفيت، وأن الإصابات بريف دمشق بدأت تنحسر.
لكن معارضين سوريين شككوا أكثر من مرة بالتصريحات الصادرة عن وزارة صحة النظام، وقالوا إن الأرقام الحقيقية لعدد الإصابات في سوريا أكبر بكثير مما يعلن عنه النظام، خاصة بين عناصر الميليشيات الطائفية المدعومة من إيران وفي مناطق وجود ونشاط هذه المليشيات بمحيط دمشق وريف ديرالزور.
وتسود مخاوف من احتمال انتشار الفيروس بوتيرة سريعة بين السكان وسط تدهور الوضع، بما ينهك قدرات نظام الرعاية الصحية.
وتبلغ نسبة المستشفيات العامة العاملة بشكل كامل في سوريا 64 في المائة، فيما يوجد عجز شديد في الطواقم الطبية المدربة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وكانت سجلت أول إصابة في سوريا بشكل رسمي، في 22 آذار الماضي، وأعلنت عن أول وفاة نتيجة الإصابة بفيروس كورونا في 29 من الشهر ذاته.
وكانت اتخذت حكومة النظام عدة إجراءات وقائية في الفترة الأخيرة للحد من انتشار الفيروس، منذ 14 آذار، وتضمنت تلك الإجراءات حظر تجوال أثناء الليل، وقيودا على الانتقال بين المحافظات، وإغلاق المدارس والجامعات، بالإضافة إلى حظر التجمعات في المساجد والفعاليات العامة، لكن مؤخرا بدأت حكومة النظام بالتراجع عن الإجراءات الوقائية وتخفيف القيود تحت تأثير الضغط الاقتصادي الكبير الذي تسببت به إجراءات الحجر.
وكانت عبرت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء تأثير وباء كورونا على المدنيين في سوريا، رغم قلة عدد الإصابات المعلن عنها من قبل النظام.
والشهر الماضي، قال المتحدث باسم الأمين العام "ستيفان دوجاريك"، إن "الأمم المتحدة لا تزال قلقة من تأثير الوباء على الناس في جميع أنحاء سوريا، خاصة وأن الملايين منهم معرضون للخطر بعد أكثر من 9 سنوات من الحرب".
وتابع دوجاريك "مع وجود نحو نصف البنية التحتية الصحية في سوريا قبل الصراع خارج الخدمة، وأكثر من 6 ملايين مشرد داخلي، بما في ذلك 1.4 مليون شخص يعيشون في المخيمات تقدر منظمة الصحة العالمية سوريا بأنها معرضة بشدة لخطر تفشي الفيروس".