تكاليف الزراعة تعيق عمل فلاحي القنيطرة

بلدي نيوز – ريف القنيطرة (موسى الأحمد)
تواجه الزراعة في مختلف بقاع سوريا مشاكل عديدة ساهمت في الحد من الإنتاج الزراعي على مدار السنوات الماضية، الأمر الذي فرض على المزارعين واقعاً جديداً دفعهم للبحث عن أساليب جديدة لضمان استمرار عملهم في الزراعة وحماية المحاصيل.
في المقابل ارتفعت أسعار المحروقات بشكل كبير، ما أدى إلى عزوف العديد من المزارعين عن العمل في الزراعة حسب شهادات من ريف القنيطرة.
ويقول المزارع صاحب الخمسين عاماً، أبو ياسر لبلدي نيوز "إن الزراعة مهنة أبي وجدي وتعلمتها منهم، ولا أجيد عملاً غيرها منذ أكثر من 25 سنة وأنا أزرع الأرض وأجني محصولها بمساحة تبلغ 10 هكتارات، أقسمها بين قمح وشعير وعدس".
ويضيف "كنت اعتمد على زراعة المحاصيل المروية قبل خمس سنوات لارتفاع منتوجها، لكن ارتفاع أسعار المحروقات وتعرض الأراضي الزراعية للقصف، أثر على عملي بشكل ملحوظ".
في المقابل، يقول أبو علاء أحد المزارعين في ريف القنيطرة الشمالي "منذ سنتين لم أستطع الوصول إلى أرضي لوجود قوات النظام ومدفعيته بالقرب منها، حيث يقصف أي تحرك يقترب منهم".
ويتابع "إن مهنتي الأساسية هي الزراعة، ومصدر لقمة العيش، لذلك استأجر أرضاً مساحتها 25 هكتاراً وبئر مياه لريها بطرق بدائية، معتمداَ على ارتفاع مكان البئر عن الأرض لتسهيل الأمر".
ويبدو أن انخفاض قيمة الليرة السورية كان له أثر كبير على تأثر الفلاحين في عملهم، حيث يقول المهندس الزراعي، محمد رحيل لبلدي نيوز "إن هبوط الليرة السورية أمام الدولار هذا العام رفع أسعار كافة السلع، فسعر طن السماد لم يكن يتجاوز 10 آلاف ليرة سورية، أما اليوم سعره 70 ألف ليرة سورية، وكلما انخفضت قيمة الليرة السورية كلما ارتفع ثمن السماد".
ويشير الرحيل إلى أن "الأسمدة والبذور ليست المشكلة الوحيدة، فغلاء المحروقات أدى لارتفاع أجور الحراثة أضعاف ما كانت عليه، وكلفة حراثة الهكتار الواحد كانت لا تتعدى بين الـ 500 ليرة سورية، لكن اليوم وصلت إلى 5000 ليرة سورية".
ويعلق أبو جولان الناشط الإعلامي على المشكلة الزراعية التي تواجه فلاحي القنيطرة "إن الظروف دفعت الكثير من المزارعين إلى خفض نسبة أراضيهم المزروعة، فالأزمات التي تمر بها البلاد تجعل الكثير من الفلاحين السوريين يراجعون أنفسهم قبل الإقدام على أي خطوة قد يضيعون بها ما يملكون من أراضي زراعية".