بلدي نيوز – (عمر الحسن)
حصلت إدارة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، يوم الأحد، على جهازين للكشف عن عينات الاشتباه بفيروس كورونا، من كردستان العراق، وذلك بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من بدء الحجر الذي أعلنت عنه "قسد" للحيلولة دون تفشي المرض في مناطق سيطرتها، علما أنه لك يعلن عن تسجيل أي إصابة بمناطقها إلى الآن.
حظر تجوال
وفرضت إدارة "قسد" حظرا للتجوال منذ 22 آذار/مارس الماضي لمدة أسبوعين، وذلك كخطوة احترازية لمنع انتشار فيروس كورونا، وقررت لاحقا تمديد حظر التجوال إلى 21 نيسان/أبريل الجاري، ولم يعلن عن تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا بمناطق سيطرة قوات "قسد".
وحجرت الأسبوع الماضي هيئة الصحة التابعة لإدارة قوات "قسد" في الحسكة، على ركاب طائرة قادمة من مطار دمشق إلى مطار القامشلي، كما حجرت أمس الاثنين على ركاب طائرة قادمة من دمشق جديدة .
لكن ورغم ذلك فإن "قسد" تكتفي بالحجر على المدنيين القادمين من مناطق النظام في حال تم عبورهم من منافذ شرعية تخضع للرقابة مثل مطار القامشلي، إلا أنه بالواقع توجد عشرات المنافذ غير الشرعية التي تربط بين مناطق سيطرة النظام وتلك الخاضعة لقوات "قسد"، علما أن العسكريين الذين يستخدمون مطار القامشلي بالتنقل بين المنطقتين لا يخضعون لأي حجر صحي.
وكانت حمّلت إدارة "قسد"، نظام الأسد، المسؤولية عن حدوث أي إصابات بفيروس كورونا بمناطق سيطرتها شمال شرق سوريا، حيث لم يعلن عن تسجيل أي إصابة في المنطقة إلى الآن.
وقالت هيئة الصحة التابعة لإدارة "قسد" في بيان لها، الأربعاء، "إننا في هيئة الصحة نحمل السلطات السورية، مسؤولية حدوث أي إصابات في مناطقنا لعدم التزامها بقواعد وإجراءات الوقاية الاستمرار في إرسال المسافرين وإدخالهم إلى مناطقنا".
عزل بريف حلب
وفرضت قوات "قسد" عزلا يوم الجمعة الماضي، حتى إشعار آخر على قرية "إم حوش" بريف مدينة "إعزاز" مع عزلها عن المناطق الأخرى.
وقالت مصادر محلية حينها، إن الإجراءات جاءت بعد الاشتباه بإصابة "حسين جمال جعفر" بفيروس "كورونا" المستجد بعد عودته إلى القرية عقب انتهاء خدمته العسكرية في قوات النظام.
وأوضحت، أن الوحدات طلبت من أهالي القرية عدم الخروج من المنازل لمدة 15 يوما، مع المطالبة بمراجعة أقرب نقطة طبية لكل شخص احتك بالمصاب بالفيروس.
مطالبات بالدعم
وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة قوات "قسد" من نقص طبي حاد ومن توقّف المساعدات عبر الحدود، وتواجه تهديداً جديداً يفرضه فيروس كورونا المستجد.
وقال مدير هيئة الصحة في الإدارة الذاتية جوان مصطفى في تصريحات الشهر الماضي: "قبل فيروس كورونا كانت مطالبنا كبيرة والآن في هذا الظرف نحتاج الى دعم أكبر من المجتمع الدولي".
وحذّرت لجنة الإنقاذ الدولية في بيان الشهر الماضي، من أنه "مع عدم تمكّن الأمم المتحدة من توفير الإمدادات الطبية عبر الحدود، فإن قدرة العديد من المنظمات الإنسانية على تلبية حاجات الرعاية الصحية لمن هم في المخيمات كالهول مثلاً مهددة أساساً".
وأوضحت اللجنة أنّ"28 سريراً فقط متوفراً في وحدات العناية الفائقة في المستشفيات، وتم تدريب طبيبين فقط على كيفية التعامل مع أجهزة التنفّس". وذكرت أن اثنين من أصل ثلاثة مستشفيات مخصصة للحجر في المنطقة ليسا مجهزين بالكامل.
وبخلاف إدلب التي تدخلها مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود من تركيا المجاورة، بات إيصال المساعدات، وغالبيتها طبية، إلى مناطق نفوذ "قسد" يتطلب موافقة مسبقة من دمشق.
واستثنى مجلس الأمن مطلع العام و بضغط روسي معبرين لإيصال المساعدات، مبقياً على دمشق التي لم تبدِ تعاوناً بعد وتمارس ضغوطاً على الإدارة الذاتية الكردية لاستعادة مناطق سيطرتها.
وتبقى المخيمات هاجس الإدارة الذاتية الأكبر، إذ لا يمكن تطبيق الإجراءات الوقائية المتبعة في أنحاء العالم كمنع الاختلاط والحفاظ على مسافة معينة بين الأشخاص، حيث تخخط "قسد" لتخصيص خيمة كبيرة للحجر الصحي في كل مخيم.