بلدي نيوز - حلب (خاص)
مضى على نزوح "عمر حاج حسين" برفقة عائلته من ريف حلب الغربي، نحو شهر ونصف، ليستقر به المقام في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، حيث يصف هذه الأيام بالقول: "أصعب أيام حياتي، أذكر مرة مضى فيها 48 ساعة لم نذق وأولادي طعم الزاد فيها".
ويضيف عمر في حديث خاص لبلدي نيوز: "معظم سكان مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي استغلوا أوضاع النازحين القادمين من منطقة إدلب أثناء حملة النزوح التي فرضت على سكان المنطقة الغربية لحلب، إبان حملة النظام وروسيا على المنطقة في الشهرين الماضيين"، مؤكدا أن أصحاب المنازل المخصصة للإيجار في المدينة فرضوا بدلات مرتفعة لقاء الحصول على شقة سكنية.
وبحسب الشاب: "يطالب صاحب الغرفة الواحدة في مدينة إعزاز بمبلغ 100 ألف ليرة سورية (قرابة 100 دولار)، ودفع إيجار ثلاثة أشهر بشكل مسبق على أقل تقدير، وحتى تحصل على غرفة لعائلتك عليك أن تدفع 300 ألف ليرة سورية".
وأوضح أن المنازل المخصصة للتأجير لا تحوي أي نوع من أنواع الفرش القابلة للاستخدام، كما يترتب على المستأجر دفع قيمة المياه والكهرباء.
وتابع: "استأجرت منزلا مؤلف من 3 غرف بمبلغ 250 دولار أمريكي بالقرب من "مشفى دوا"، وطلب المالك دفع إيجار شهرين لكي يتمم العقد، واضطررت جراء الظروف المناخية القاسية لأتمكن من إيواء أولادي، إلى إستئجار المنزل ودفع كل ما لدي من مال لأستر عائلتي ونفسي"، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أن المنزل الذي استأجره يقع في منطقة شبه نائية، والطرقات مجرفة والمياه تغطي مدخل المنزل، فضلا عن ضيقه وعدم قدرته على فتح نوافذه وفقا لأحد شروط السكن التي طلبها المالك.
ومنذ قرابة الشهرين بدأ النظام حملة قصف همجية على مناطق ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي، أسفرت عن مقتل العشرات ونزوح آلاف المدنيين من سكان القرى والبلدات للنجاة بعائلاتهم بعيدا عن حمم القذائف والصواريخ، فتوجهوا إلى مناطق آمنة نسبيا، وأصبحت عشرات القرى والبلدات خاوية على عروشها، الأمر الذي انعكس على الحالة المعيشية للأهالي وباتوا في مهب الريح بين فكي كماشة؛ النزوح من جهة واستغلال ظروفهم من قبل البعض من جهة ثانية.
