لماذا فشلت المعارضة السورية في توحيد صفوفها؟ - It's Over 9000!

لماذا فشلت المعارضة السورية في توحيد صفوفها؟

بلدي نيوز – دمشق (حسام محمد)
بعد خمس سنوات من الثورة في سوريا، ما يزال السوريون يعانون من غياب البنية التنظيمية والسياسية الممثلة لهم، حيث لم تنجح القوى السياسية والعسكرية المحسوبة على الثورة حتى اللحظة في خلق كيان واحد يجمع أطياف الثائرين ضد نظام الأسد.
حيث ينتقد الكثيرون المعارضة السياسية لعدم توحدها تحت راية واحدة، وعدم توافقهم ضمن أي وفد سياسي مفاوض باسم الثورة، فلا تقل المعارك بين الممثلين في وفود المعارضة ضمن أي وفد مفاوض "باسم الثورة" ضراوة عن تلك التي تدور رحاها في الميادين وعلى الجبهات.
من الطبيعي انتقاد تشرذم الثوار والكتل السياسية، فهو أمر مفيد وصحي ولابد منه لحل المشاكل التي تقف في وجه تشكيل كيان عسكري وسياسي موحد، فجملة العوائق والموانع المتعددة الأسباب تجعل تشكيل مثل هذا الكيان أمراً بالغ التعقيد والتشابك، فخمسة عقود من حكم آل الأسد والديكتاتورية المفرطة وغير المسبوقة، وعدم وجود أي كيانات سياسية في سوريا قبل الثورة، منع تطور مفهوم المعارضة السياسية من معارضة الأفراد، إلى المعارضة المنظمة المبنية وفق هيكلية حزبية أو فكرية، فأصبحت سورية تملك "معارضين" و"معارضة" لكنها لا تملك أي جسم معارض حقيقي، واقتصرت المعارضة المنظمة على الأحزاب والحركات المعارضة التقليدية التي يعود ظهورها لما قبل الثورة بعقود، والتي لم تظهر أي نشاط سياسي حقيقي خلال مراحل الثورة.
يعتقد البعض أن سنوات الثورة الستة قد أنضجت فكراً سياسياً يساهم في نشوء كيانات سياسية وطنية قادرة على الدخول في اللعبة السياسية بمقاييس وطنية، ترفع مصلحة الوطن والشعب فوق المصلحة الحزبية والتنظيمية الضيقة، وتنفذ فعلياً ما تدعو إليه من ديمقراطية وتداول للسلطة، وتقاسم للواجبات والأعباء والقابلية للمحاسبة والتقييم، وتكون مبنية على أسس مرجعية قانونية وتشريعية وطنية .
لكن الواقع في سوريا يظهر وجود نوعين من التشكيلات السياسية في المشهد السوري الحالي، بشكل مشابه للنظم السياسية الناشئة في العديد من الدول العربية بعد الربيع العربي.
أولاهما معارضة على المقاس الغربي، والتي تلبي المطامع الغربية والروسية والإيرانية (كحكومة المالكي في العراق)، وثانيهما هي تشكيلات المعارضة الوطنية الغير منظمة فعلياً، والغير قادرة على توحيد جهودها لأسباب مختلفة، واللتان تستعر بينهما معارك لا تختلف عن المعارك التي تدور رحاها في الجبهات وخطوط القتال ضد النظام.
فعلى الرغم من الطيف السياسي الواسع، والكتل السياسية الكثيرة التي ظهرت في سوريا لكن النفع الحقيقي لهذه الكتل السياسية ما يزال معدوماً لحد اللحظة، وما يزال السوريون ينتظرون تشكيل الجسم السياسي المأمول منها، ويرحبون بأي بوادر له رغم إنهاكهم عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، فعندما عاد جيش الفتح الذي يجمع العديد من القوى الفاعلة في الميدان، رحب الكثير من السوريين بهذه العودة، فهو يلبي الكثير من المتطلبات الأساسية لهم، ويمثل وجوده شكلاً من أشكال البنى السياسية والعسكرية الأساسية التي توافق عليها السوريون. يعاني المشهد السياسي السوري من حالة تشرذم منعت وصول أي كتلة سياسية لموقع المفاوض التوافقي باسم السوريين، وما يزال السوريون يواجهون حالة من الاضطهاد والحرب الدولية ضدهم، بعد حصول التوافق الروسي الأمريكي الكبير، وقلة حيلة الزعماء العرب في إحداث أي تغيير على المشهد السوري، وفشلهم في التحرك خارج الإرادة الأمريكية، بسبب عدم وجود بنية سياسية قادرة على الحصول على اعتراف سياسي، يخولها المطالبة بحقوقهم وحل مشاكلهم وعلى رأسها نظام الأسد.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//