بلدي نيوز
انتشرت الكثير من الشائعات ونظريات المؤامرة التي ترسم خططا سياسية خفية وراء نشر فيروس "كورونا"، وأبرز الشائعات تعلقت بمختبر للفيروسات في مدينة ووهان الصينية، التي تعتبر بؤرة تفشي الفيروس المستجد، لذلك أصبح من الضرورة دحض تلك المؤامرات بأدلة علمية مثبتة.
المختبر حقيقي وموجود فعلا في المدينة المعزولة بسبب الحجر الصحي، لكن دراسة علمية أولية أظهرت أن الفيروس جديد كليا، واستبعدت أي احتمال رجح إمكانية هندسته مخبريا.
في ورقة علمية منشورة على موقع "virological.org" بعنوان " The Proximal Origin of SARS-CoV-2" قدمها عدد من علماء الأحياء الميكروبية البارزين، ممن قاموا بدراسة التركيبة الجينية لفيروس كورونا المستجد المعروف أيضا باسمي "كوفيد-19" و"سارس-كوف-2".
وكان العلماء رجحوا احتمال كون الخفافيش مصدر الفيروس المستجد، ورغم أن الفيروس الموجود في الخفافيش لا يمكنه أن يصيب البشر مباشرة، إلا أن العلماء يرجحون إصابة حيوان وسيط به، وأن الفيروس تعرض لتشويه خلال فترة تكاثره داخل جسد الحيوان الوسيط، ما رفع من احتمالية إصابة البشر به.
واكتشف الباحثون أن الخصائص البيوكيميائية للفيروس الجديد، تشير إلى أنه ربما تطور إلى شكله الحالي بطريقتين.
الأولى: الانتخاب الطبيعي في حيوان وسيط انتقل إليه الفيروس، والثانية: الانتخاب الطبيعي في البشر بعد انتقال الفيروس من الحيوانات.
وهذا يعني باختصار أن الطبيعة، وليس المختبر، هي من حددت الخصائص الغريبة في التكوين الجيني للفيروس، إما في المراحل الفاصلة بين الخفافيش والبشر، أو بين البشر أنفسهم.
وقال البروفيسور في علم الأحياء الميكروبية وعلم المناعة في جامعة كولومبيا الأميركية، فينسينت راكانيللو، إن "البشر لم يكن بإمكانهم أن يحلموا بتحقيق هذا".
وأضاف راكانيللو ،أن أي مختبر حول العالم كان يعمل على فيروس مثل هذا، وأن أقرب الفيروسات له موجودة في خفاش عثر عليه في منطقة يونان الصينية عام 2013، والتي تبعد 1000 ميل عن ووهان.
ويعتبر اكتشاف أصل الفيروس أمرا في غاية الأهمية لفهم تركيبة الفيروس، ورغم أن المصدر قد لا يساعد العلماء بشكل كبير في تطوير أي لقاح أو علاج مباشر، إلا أنه قد يساعد في تركيب أجزاء من الأحجية للإجابة عن تساؤلات حول كيفية ظهوره وتطوره، ويعتمد العلماء على الرجوع إلى معلومات من أمراض سابقة لدراسة كيفية التعامل مع هذا الفيروس الجديد، الذي أطلقت عليه تسمية "كوفيد-19".
ولتتبع جذور الفيروس، يستعين العلماء بعدد من الأدلة في التركيب الجزيئي، ورغم أن التسلسل الجيني قد لا يكشف أصل الفيروس إلا أن الحمض النووي "DNA" يمكنه أن يوفر فهما كاملا لما حصل منذ الإعلان عن أول إصابة في الصين في كانون الأول الماضي.
ويسارع العلماء إلى تحديد نوع الفيروس، وسط حالة من الهلع حول العالم ومناداة من المنظمات للحكومات بتطبيق الإجراءات اللازمة للحد من انتشار الفيروس.
هذه الحاجة إلى البحث المعمق تزداد، بالأخص تزامنا مع تطور فيروس كورونا إلى نوعين رئيسيين، أحدهما شديد العدوانية مع اختلاف معدلات انتقال المرض والتوزيع الجغرافي، وفقا لما ذكرته دراسة نشرت في مجلة ناشيونال ساينس ريفيو، التي ذكرت أن 70 في المئة من المصابين بالفيروس يحملون السلالة الأكثر عدوانية.
المصدر: الحرة