بلدي نيوز
بدت تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين صريحة وبلا مواربة، ولجأ كعادته إلى استخدام مصطلح "محاربة الإرهاب"، لتبرير حرب الإبادة بحق السوريين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، ووسم تدمير المدن وقتل الأطفال والنساء والشيوخ واستباحة الدم السوري وتهجير السكان، على أنها محاربة "فصائل إرهابية".
ومع تصاعد الموقف الدولي المحذر من استمرار العمليات العسكرية شمال غرب سوريا، عاد بوتين ليزعم أن القوات الروسية دمرت "فصائل إرهابية" مزودة بعتاد نوعي ومنعت ظهور تهديدات جدية لروسيا.
وقال في كلمة ألقاها في حفلة أقيمت في موسكو بمناسبة عيد "حماة الوطن"، اليوم الأحد، إن الضباط والجنود الروس أظهروا مهنيتهم العسكرية وكفاءاتهم القتالية العالية أثناء عملياتهم في سوريا.
وزعم أن هذه القوات "قضت على مجموعات إرهابية كبيرة مزودة بأسلحة نوعية، ومنعت ظهور تهديدات خطيرة لوطننا على مسافة بعيدة منه، كما أنهم ساعدوا السوريين في الحفاظ على سيادة بلدهم".
وتتبع روسيا سياسة التدمير الشامل عبر طائراتها وأسلحتها المتنوعة في المنطقة التي تستهدفها، تبدأ بتدمير المرافق المدنية من مشافي ومدارس ومراكز دفاع مدني وأسواق وكل مقومات الحياة، وارتكاب المجازر بحق المدنيين وإرهابهم وإجبارهم على النزوح، ومن ثم التوغل براً، وتسوق في كل مرة مزاعم حرب "الإرهاب" للسيطرة على المناطق السورية.
وسبق أن أصدر مركز "جسور للدراسات" خريطة لقواعد ونقاط التواجد الروسي في سوريا، وشملت الخريطة 66 نقطة، منها 24 قاعدة عسكرية، و32 نقطة، و10 نقاط مراقبة في محيط محافظة إدلب.
ولفت المركز إلى أن روسيا تمثل القوة العسكرية الأكبر في سوريا الآن، سواء من حيث سيطرتها على معظم الأجواء في معظم المناطق التي لا تشهد تواجداً أمريكياً، أو من حيث نفوذها على القوات المحلية والأجنبية العاملة في المناطق المصنفة تحت سيطرة النظام.
ومنذ تدخلها في سوريا، تعمل روسيا على تجربة أسلحتها وفق ما أعلنت أكثر من مرة على حساب عذابات مئات الآلاف من المدنيين وتدمير المدن بشكل ممنهج، استخدمت طيلة السنوات الماضية الأسلحة الفراغية والعنقودية والارتجاجية والطائرات والصواريخ بأنواعها، من بينها أسلحة محرمة دولياً قتلت فيها آلاف المدنيين وشردت الملايين منهم.