بين لجم الأسد والقلق الروسي من الإرهاب.. إدلب وأهلها بانتظار المعجزة - It's Over 9000!

بين لجم الأسد والقلق الروسي من الإرهاب.. إدلب وأهلها بانتظار المعجزة

بلدي نيوز- (كنان سلطان)

ينتظر من هجروا تحت قذائف مدافع الأسد وحمم طائرات الروس، وافترشوا العراء وانتشروا على طول الحدود مع الجارة تركيا، معجزة قد تخلصهم من مذبحة لم تزل دائرتها تتسع وتلتهم المزيد من المناطق وتفتك بالأطفال والنساء.

وعلى وقع التصعيد الحاصل بشأن التطورات الأخيرة في شمال غرب سوريا، والرسائل التي ترجمت فعليا على الأرض -وإن بحدود ضيقة من الجانب التركي- فقد جرت مباحثات هاتفية بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في محاولة لاحتواء هذا التصعيد.

وكشفت الرئاسة التركية عن فحوى الاتصال الهاتفي بين الرئيسين التركي والروسي، وقالت إن أردوغان طالب بوتين بلجم الأسد ووقف المأساة الإنسانية في إدلب، وأن الحل يمر عبر التنفيذ الكامل لاتفاق سوتشي، في حين قال الكرملين إن تكثيف التشاور للتوصل لوقف إطلاق النار في إدلب وتصفية "الإرهابيين" لا يزال قائما، ما يشير إلى عدم اعتراف الروس بالمأساة الإنسانية بحق المدنيين، والتي لا تزال ترى حربها مشروعة هناك.

بين هذا وذاك يبقى مليون مدني نزحوا عن منازلهم بانتظار ما هو أبعد من هذه الدبلوماسية الناعمة، والنظر إلى حجم المصلحة الاقتصادية التي تستند إليها سياسة البلدين، ومدى نجاح أحدهما في زيادة الضغط للقبول بالأمر الواقع.

وفي الصدد، قال الكاتب والسياسي السوري عبد الرحمن الحاج على صفحته في فيسبوك: "تنبني المقاربة الروسية حتى الآن على أن المصالح التركية مع روسيا تجعل الضغط عليها ممكنا إذا ما أخذ بعين الاعتبار أن العلاقات التركية الغربية سيئة، وخصوصا الأمريكية، وبالتالي الخيار التركي سيكون قبول الضغط".

وأضاف: "في حين أن المقاربة التركية تقوم على النقيض تماما، وهي أن المصالح الروسية مع تركيا ستجعلها تقبل بخطط أنقرة في شمال شرق سوريا، وإذا ما ظهرت صحة واحدة من هاتين المقاربتين المتناقضتين، فإنها ستنسحب على كل المناطق الواقعة تحت النفوذ التركي".

من جانبه، يرى الناشط السياسي والمعارض السوري حمد شهاب الطلاع، أنه إذا جرى تطبيق نتائج المحادثات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الهاتفية، فإن إنسحاب المعارضة والقوات التركية من بلدة النيرب بالأمس يمنح روسيا الإنتصار العسكري والحفاظ على هيبتها، في حين يمنح تركيا الإنتصار السياسي بتنفيذ مطلبها بانسحاب قوات النظام وميليشياته من المناطق التي استولت عليها مؤخرا، وذلك من شأنه أن يجنبهم حربا طاحنة، ولفت إلى أن الساحة تبقى مرشحة لكل الاحتمالات والتغيرات.

وكانت كشفت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، أن تركيا اغلقت أجواءها أمام مقاتلات روسية حربية متجهة إلى سوريا، وقالت إن القرار التركي يتعلق حتى الآن بالطائرات العسكرية التي كانت قد طارت من قبل عبر هذا البلد إلى قاعدة "حميميم" العسكرية في سوريا، لافتة إلى أنه في الأيام الأخيرة حظرت أنقرة مرور طائرة نقل عسكرية من طراز "Tu-154" تابعة للقوات الجوية الروسية، واثنتين من طراز "Su-24M" فوق أراضيها.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن نتيجة الاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستحدد موقف تركيا في محافظة "إدلب" السورية.

يشار إلى أن ثلاث جولات من المباحثات الروسية التركية فشلت في التوصل إلى اتفاق ينهي التصعيد من طرف النظام وروسيا في إدلب، الذي يستمر منذ منتصف كانون الأول.

كما قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في وقت سابق، إن بلاده ليس لديها النية لخوض مواجهة مع روسيا في سوريا، مشددًا أن جُلّ ما تسعى إليه أنقرة هو التزام نظام الأسد بوقف إطلاق النار.

مقالات ذات صلة

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

أردوغان: لدينا تواصل مستمر مع الإدارة الجديدة في سوريا

تجار هولنديون يبدون رغبتهم لتجديد تجارتهم في سوريا

قسد تقترح حلا لمدينة عين العرب شمال شرق حلب

مشروع خط غاز "قطر - تركيا" يعود إلى الواجهة من جديد

أزمة حادة في اليد العاملة بتركيا بعد عودة عدد كبير من العمال السوريين إلى بلدهم

//