بلدي نيوز - (ليلى حامد)
"لا أريد سوى بيت دافئ، كيف لي ذلك وفراشي مبلل بماء المطر"، بهذه الكلمات يخاطب عمرو ذو العشر سنوات بلدي نيوز، وهو الذي نزح مع أسرته من معرة النعمان إلى مخيم حربنوش في محافظة إدلب، لتكون خيمتهم من آلاف خيم النزوح في الشمال السوري التي غُمرت بالماء والطين، ولم يكن عمرو الوحيد الذي لم يتمكن من النوم، بل كامل أسرته.
تنتشر مئات المخيمات العشوائية في الشمال السوري، وبات الخوف من غرق الخيام في الشتاء هاجسا يؤرق راحة النازحين مع ازدياد تساقط الأمطار، لتتحول نعمة المطر إلى نقمة لدى تلك العوائل المهجرة قسرا بفعل آلة الحرب التي فرضها نظام اﻷسد.
ويؤكد معظم من التقتهم بلدي نيوز، أنّ مياه المطر ستجد طريقا إلى خيمهم بلا مانع، فهي بالأصل مبنية على أرض طينية.
شعور الخوف يعبر عنه النازح سعيد الأحمد من سكان مدينة تلمنس؛ بقوله "المطر الذي كنا نسعد لهطوله والذي يحمل الخير لمحاصيلنا الزراعية، هو اليوم التحدي الأكبر لنا وهو من يتسبب بنزوحنا من جديد".
ويضيف الأحمد "بالطبع المخيمات مستمرة في غرقها بسبب سوء وضعها فوق التراب، وضعف الخدمات الموجودة في المخيمات، ووقوعها في مناطق منخفضة، ناهيك عن الأسباب الأمنية لنزوح الناس نتيجة الحملة الأخيرة لطيران النظام وحليفه الروسي على المنطقة، جعل الناس يلوذون بأرواحهم في خيم لا تناسب مقومات العيش البسيط".
أما عائلة أبو حسام النازحة من الهبيط فقد وجدت في السيارة التي يملكونها مأوى أفضل؛ حيث وضعت الشادر على سيبة الحديد الموجودة في السيارة سابقا، ينامون فيها رغم صغر حجمها، لكن هذا الحل أفضل من غرق الخيمة بالماء والطين حسب قول الأب الذي قام بترقيع خيمته قبل وضعها على سيارته.
مشاهد متنوعة يغلب على طابعها "نزعة الخوف" و"اﻷلم". عينٌ على المستقبل المجهول، وأخرى على تعب السنين الذي دمره الطيران خلف ظهورهم، وتركهم مشردين في الطرقات، هذا ما يقوله أحد الشبان النازحين من الهبيط، من فوق كرسيه الرمادي، الذي يحكي قصة شلله، بسبب التعذيب في سجون نظام اﻷسد، بداية الحراك.
لكن النازحين يحدوهم الأمل بانتهاء اﻷوضاع المزرية، ويحملون المجتمع الدولي مآلات مصيرهم الضبابي.