ما حقيقة انسحاب تنظيم "الدولة" من الضمير؟

بلدي نيوز – ريف دمشق (محمد أنس)
خرج تنظيم "الدولة" من الضمير بعد اتفاقية مع النظام السوري، تشمل تدمير السلاح الثقيل بأشكاله، والخروج من المدينة بمرافقة الهلال الأحمر وعوائل مقاتلي التنظيم.
ووفق مصادر النظام، فإن حوالي 800 شخصا من عناصر التنظيم وعائلاتهم خرجوا من المدينة، بعد إحراق السلاح الثقيل والمقرات في المدينة بإشراف لجنة مشكلة بناء على الاتفاق مع النظام.
بعد الانسحاب، نشر تسجيل مصور عن انسحاب هذه المجموعة من العناصر، وظهر رتل كبير في التسجيل الذي نشره المكتب الاعلامي لـ"قوات الشهيد أحمد العبدو".
وظهر في هذا التسجيل الرتل المنسحب والمكون من العشرات من السيارات والشاحنات، وعدد من سيارات الإسعاف والسيارات رباعية الدفع، كذلك ظهرت مروحية للنظام تحلق على ارتفاع منخفض جداً فوق الرتل جيئة وذهاباً بشكل متكرر.
الملفت في التسجيل المصور هو أمران يناقضان الأخبار التي نشرت عن عملية الانسحاب وخروج عناصر التنظيم، الأمر الأول هو وجود عدد كبير من السيارات الرباعية الدفع المزودة بمدافع مضادة للطائرات، والتي شوهد عدد كبير منها ضمن سيارات الرتل، حتى أن المصور تحدث عن توجيهها السبطانة تجاهه، والأمر الأخر هو ظهور دبابتين T-72 وتركس ورافعة، ضمن الرتل المنسحب.
وجود مثل هذه العربات في الرتل تثير الكثير من التكهنات حول حقيقتها، وسبب وجودها ضمن الرتل، فالاتفاقية بين النظام والتنظيم تنص حرفياً على إحراق الأسلحة الثقيلة والمقرات قبل الانسحاب، بوجود لجنة مختصة بذلك، وظهور هذه المعدات يعتبر مخالفة لهذه الاتفاقية لا يمكن أن يسمح بها النظام، إلا إذا تغيرت شروط خروج التنظيم من المدينة بموجب اتفاق أخر أو بتغير شروط التفاوض، أو أوراق التنظيم، لصبح بإمكانه إخراج سلاحه الثقيل من عربات ودبابات وأسلحة مضادة للطائرات، وقد تكون مدعومة بإمساك التنظيم طياراً للنظام قبل البدء بتنفيذ الاتفاق.
الاحتمال الثاني هي أن تكون هذه الدبابات والعربات تابعة للنظام، وأن الرتل ككل ليس رتل انسحاب التنظيم من الضمير، بل هو رتل للنظام يتحرك على طريق المدينة، وهذا الاحتمال وارد جداً بناء على هيئة الرتل التي لا تشبه أرتال تنظيم الدولة المعتادة، بل أشبه ما تكون لأرتال النظام، وحتى طريقة طيران الطائرة تشبه الأسلوب المعتمد لمرافقة أرتال النظام بالحوامات الهجومية التي تشاهد دائماً مع أرتاله وبخاصة في الصحارى المفتوحة.
إضافة لاحتمالية استخدام النظام رتل خروج التنظيم لنقل قسم من قواته بدون ملاحظتها بحجة أنها جزء من رتل انسحاب التنظيم.
وكان المكتب الإعلامي لـ"قوات الشهيد أحمد العبدو" العاملة بريف دمشق، نشر تسجيلا مصورا على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب"، يظهر آليات وسيارات قال أنها تتبع لتنظيم "الدولة" برفقة الهلال الأحمر وسلاح الأسد الجوي على طريق دمشق بغداد متوجهين نحو بادية الحماد.