نيويورك تايمز: روسيا باقية في سورية وتتمدد! - It's Over 9000!

نيويورك تايمز: روسيا باقية في سورية وتتمدد!

The New York Times - ترجمة بلدي نيوز
تبدو الحرب الروسية في سورية آخذة في التلاشي ببطء، حتى لو كانت الأحداث على الأرض تعطي كل الدلائل على أن القوات الروسية لا تزال تعمل بشكل كبير.
ولكن حين يتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سورية، فهو يميل إلى اعتبارها نصراً، ولذلك فهو يحتاط قليلاً، ففي رد على سؤال طرح على الرئيس الروسي يوم الخميس، قال فلاديمير بوتين: "كنا على يقين أنه بعد انسحابنا، سيكون الجيش السوري في حالة جيدة لتنفيذ هجمات خطيرة بنفسه، مع دعم القوات المتبقية لنا".
هذا الدعم، وفقاً للعديد من المحللين العسكريين ومصادر دبلوماسية، يبلغ تقريباً نفس المستوى من المشاركة منذ نشرت روسيا لأول مرة قواتها في سوريا في أيلول، فلقد تغير فقط فحوى الحرب، وبدأت سورية تتحول تدريجياً لمعركة أخرى أكثر سرية من النوع الذي يلائم بوتين.
فجدول أعمال روسيا في سوريا في الوقت الراهن هو كلعبة "الحبل المشدود" فهي تريد الإبقاء على قوات كافية تعمل في سورية لضمان تأثيرها على أي تحول سياسي وبحيث يبقى عميلها في دمشق، وفي الوقت ذاته لا تريد أن تغرق بشكل واضح في الحرب الفوضوية، ولفترات طويلة، كما توقع مسؤولون أميركيون أنه سيحصل.
ميخائيل باربانوف، وهو باحث روسي كبير في مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات يقول عن ذلك: "إن مستوى المشاركة الروسية في سورية مرتفع نسبياً ويشمل مجموعة واسعة من المساعدات لقوات الحكومة السورية".
واقترح هو وآخرون أن روسيا ما زالت تقدم الدعم الجوي القريب، بما في ذلك طائرات هليكوبتر هجومية في ساحة المعركة، و ضربات بالغة الدقة بصواريخ "اسكندر" القصيرة المدى، بالإضافة إلى دعم المدفعية والقوات الخاصة الاحتياطية، الاستخبارات، والحرب الالكترونية، وكما رأينا مؤخراً في تدمر، حتى إزالة الألغام.
وعلى الرغم من أن الجزء الأكبر من الطائرات المقاتلة قد عادت لروسيا وسط ضجة كبيرة، إلا انها استبدلت بطائرات هليكوبتر هجومية، وهي أقل عرضة للعواصف الرملية التي تهب هذا الوقت من العام.
كما أشارت تقارير أنباء روسية أن شركات أمنية خاصة باتت تحل محل القوات الروسية العادية في سوريا، ألكسندر جولتس م، المحلل العسكري الروسي المخضرم وباحث زائر في جامعة أوبسالا في السويد، تكهن بأن الجزء الأكبر من القوة يمكن أن تصبح نوعاً ما كـ "منظمة شبه عسكرية" لا ترتبط مباشرة بالحكومة - مثل ما فعلت روسيا في قتالها في جنوب شرق أوكرانيا.
هذا وكان بوتين قد أوضح في بداية الحملة، أن قرار نشر الجيش في سوريا كان لمكافحة الإرهاب، لكن معظم هجمات الجيش الروسي كانت ضد القوى المعتدلة المعارضة لبشار الأسد، وغيرت تدمر هذا التصور إلى حد ما.

يقول باربانوف: "قد تسأل موسكو الآن: لقد استعدنا تدمر من تنظيم الدولة وماذا فعلتم أنتم؟"
فبعد السيطرة على مدينة تدمر، يبدو الهدف التالي واضحاً، وهو الرقة، عاصمة تنظيم الدولة، والتي تقع على بعد 140 ميلاً من حلب، ولكن من غير المرجح أن تقود روسيا هذه المعركة، فحلب تعتبر أكبر المدن السورية، وفيها خليط كبير من القوات العسكرية، حتى أن بوتين وصف الوضع بالمدينة بـ"المعقد".
وقد قال بوتين لعدد من زائريه من المبعوثين، أنه تقصد توجيه رسالة مزدوجة بإعلان انسحابه في 14 أذار: وهو أن القوات الروسية ستبدأ الانسحاب، ولكنها ستعود مرة أخرى وعلى الفور إن تطلب الأمر ذلك، وفقا لدبلوماسيين عرب وغربيين.
وكانت الرسالة الأولى موجهة إلى المعارضة –بأنهم سيبقون في "مرمى" روسيا إن لم يسهموا في التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض، كما حدد بوتين أيضاً أنه أشار للأسد أن الالتزام الروسي معه لن يكون للأبد.
والسؤال هنا هو ما إذا كان التدخل الروسي قد تمادى بالفعل، وإذا ما كان الأسد سيمتلك الجرأة الكافية لإفشال الجهود التي استؤنفت يوم الجمعة في جنيف للتفاوض على تسوية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة.
في روسيا، صورت الأحداث في سوريا بمثابة انتصار سياسي وعسكري كبير، حيث استعاد بوتين ببراعة العنوان السوفياتي القديم "المنافس العالمي"، يقول جولتس: "إن الهدف من العملية كان إظهار روسيا كقوى عظمى، تجلس مرة أخرى على طاولة المفاوضات التي ستحل مستقبل البلدان الأخرى جنباً إلى جنب مع أمريكا".
ويضيف جولتس: "بوتين يحتاج الأسد كشخصية في لعبة شطرنج، وليس كلاعب في حد ذاته، أو كعنصر فاعل، فهو فقط حجر لعبة شطرنج"، وفي هذا السياق، تم الاحتفاء ببشار الأسد في تقارير تلفزيونية للدولة الروسية باعتباره الحليف النبيل، حتى أن ديمتري ك كيسليوف، مذيع التلفزيون الذي يترأس الأخبار الأسبوعية "فيستي" والتي تمثل الدعاية الرئيسية للكرملين لم يستطع كبح حماسه عند حديثه عن القائد السوري، حيث قال أن الأسد لم يطلب قراءة الأسئلة قبل المقابلة وهي ممارسة تقليدية في روسيا، واصفاً إياه بالعامية القديمة "perets krepki" أي "الرجل القوي".
وخلال المناقشات مع الدبلوماسيين، وضح بوتين أنه لن يسحب دعمه للرئيس السوري حتى يكون هناك بديل واضح، وهذا البديل هو من ستشعر القيادة الروسية بالثقة بأنه قادر على السيطرة على الجيش وتماسك ما تبقى من الحكومة الحالية، و يقول باربانوف: "إن انهيار الأسد سيؤدي إلى انهيار النظام الاستبدادي العلماني في سورية، ومن وجهة النظر الروسية، سيسمح لمجموعات مثل تنظيم الدولة وجبهة النصرة من السيطرة على الحكم، ولكن هذا لا يعني أن روسيا قد تدخلت في سورية من أجل بشار الأسد شخصياً، ومع ذلك هي ملتزمة به".
وتواجه روسيا بعض المخاطر في جميع الحالات، فبسبب تأييدها للأسد، توترت علاقاتها مع زعماء عرب سنة وخاطرت بتأجيج مشاعر أكثر من20 مليون مسلم معظمهم من السنة.
هذا ويتمتع الأسد أيضاً بدعم قوي من إيران، راعيته منذ فترة طويلة أخرى في سوريا، وشريكة روسيا في ساحة المعركة، ويصر الايرانيون على بقاء الرئيس الأسد، كما تسعى روسيا لبناء العلاقات العسكرية والتجارية القوية مع إيران.
ويقال أن الجنرال قاسم سليماني، الجنرال الغامض الذي يقف وراء قوة القدس الإيرانية التابعة للحرس الثوري، موجود في موسكو لإجراء محادثات يوم الجمعة، وقد سبقت زيارته الأخيرة تدخل روسيا في سوريا، ولكن في الآونة الأخيرة كانت هناك علامات على توتر، فزعيم إيران الأعلى، آية الله علي خامنئي، لم يجتمع مع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، خلال زيارته الأخيرة إلى طهران.
وإذا لم يظهر بديل واضح للسيد الأسد، يتوقع الدبلوماسيون والمحللون بأن المرشحون سيظهرون خلال الفترة الانتقالية، مع بقاء الأسد في منصبه، ولكن مع تقليص لسلطته، تلك المرحلة ربما تستمر حتى صيف 2017، الجدول الزمني للأمم المتحدة لإنجاز دستور جديد واجراء انتخابات رئاسية جديدة.
ويتوقع الكرملين أن الأسد بشكل مؤكد سيخسر هذه الانتخابات، مما سيؤدي لخروجه "المشرف" من الرئاسة، وفقاً للدبلوماسيين.

مقالات ذات صلة

دمشق.. غارات إسرائيلية على مواقع ميليشيات إيران في السيدة زينب

مسؤول أمريكي سابق يحذر من سحب قوات بلاده من سوريا

تقرير حقوقي بانتهاكات النظام السوري ضد الصحفيين

روسيا تجري تدريبات جوية مشتركة مع قوات النظام في حلب

إحصائية للدفاع المدني بعدد المدارس المستهدفة من قبل النظام خلال 2024

"رايتس ووتش": نظام الأسد يواصل استخدام الأسلحة الحارقة في سوريا