بلدي نيوز
تواصل روسيا -اللاعب الأبرز في ملف السوري والحليف الأول للنظام سياسياً وعسكرياً- توجيه ملف اللاجئين السوريين وفق الرؤية التي تسوقها، من خلال مؤتمرات "أستانا"، و"سوتشي"، إلى جانب المماطلة والابتعاد بالحل عن رؤية المجتمع الدولي وفق تفاهمات جنيف.
وساهمت روسيا من خلال التحالفات الجديدة التي أوجدتها، بالتفرد بالملف السوري وحصره ببعض الحلول المسكنة كـ "اللجنة الدستورية"، ومناطق "خفض التصعيد" ضمن نقاط "أستانا"، والدول القائمة عليه ممثلة بروسيا وإيران حلفاء النظام، وفي الطرف المقابل تركيا الضامن للمعارضة.
ومع وصول "أستانا" إلى الجولة 13، دون أن تسفر الجولات السابقة عن تحقيق نتائج تتعلق بالحل السوري؛ بات التخوف واضح ضمن أروقة المعارضة من استمرار المماطلة الروسية وترحيل الحل السياسي السوري وتأجيل تشكيل اللجنة الدستورية لبضع جولات، وصولاً لتصدير ملف جديد على طاولة المباحثات وهو "إعادة اللاجئين"، رغم أن باقي الملفات المطروحة في الجولات السابقة ماتزال معلقة.
وفي هذا الصدد؛ يقول المحامي "عبد الناصر العمر حوشان"؛ إن الملف الأخطر في "استانا 13" المقرر بدء جولاته يوم غد الخميس، هو ملف "اللاجئين"، ووضعه على جدول أعمال الاجتماع بعد دعوة كل من العراق ولبنان كأعضاء مشاركين للمرة الأولى.
ولفت حوشان في حديث لبلدي نيوز إلى أن روسيا اصطدمت بإرادة دولية رافضة لتمكين ملف إعادة اللاجئين لأحضان الأسد قبل أي حل سياسي، دفعها ذلك لتصدير هذا الملف على جدول أعمال "أستانا"، بعد إشراك الدول المعنية بالملف بشكل أكبر ضمن الاجتماعات.
وقال الحوشان: "ملف وقف التصعيد بيد روسيا وحدها، فهي من تشن المعارك وهي من توقفها وهي من ترسم الحدود، وكون ملف المعتقلين بيد النظام وحده، فلا أمل أن يتحقق أي انفراج في هذين الملفين".
وأضاف، "ملف اللاجئين الذي تقوده روسيا وتعالجه وفق رؤيتها للحل السلمي التي تقوم على ضرورة إعادة اللاجئين الى حضن النظام، والدخول في عملية إعادة الإعمار وإجراء انتخابات، حيث أن مساعي روسيا اصطدمت بموقف أوروبي أمريكي رافضا لهذا الطرح؛ دفع بها للعمل عليه ضمن المحيط الإقليمي من خلال ضم لبنان والعراق للمشاركة إلى جانب الأردن وتركيا التي تضم أكثر من نصف عدد اللاجئين السوريين في العالم".
وتابع حديث لبلدي نيوز بالقول: "من المعلوم للجميع ما فعله اللبنانيون بحق اللاجئين السوريين من اعتقال وتسليم لمخابرات الأسد، والموقف العراقي المؤيد للنظام السوري والتابع للموقف الإيراني".
واعتبر الحوشان أن مناقشة ملف اللاجئين في "أستانا" من قبل وفد الفصائل، يشكل ضربة قاصمة لقضية اللاجئين التي سيكون مصيرها مصير ملف وقف التصعيد وإطلاق سراح المعتقلين.
وتنطلق غدا الخميس فعاليات الجولة الـ 13 من مباحثات "أستانا" في العاصمة الكازاخية "نور سلطان" برعاية الدول الضامنة للمسار "تركيا وروسيا وإيران"، بعد فشل الجولات السابقة في تحقيق أي تقدم في إعلان اللجنة الدستورية، أو وقف النار في منطقة خفض التصعيد الرابعة شمال سوريا.