بلدي نيوز - (خاص)
سعت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" منذ سيطرتها على الرقة نهاية عام 2017 لتكميم أفواه الصحفيين والإعلاميين ومنع نقل صورة ما يجري داخل مدينة الرقة من ممارسات لها بحق المدنيين هناك.
ولم تكتف "قسد" بإنشاء عدة وسائل إعلام لخدمة مشروعها بالمناطق الواقعة تحت سيطرتها، ولم تكتف بفرض سياسة تحرير ونشر على وسائل الإعلام العاملة في الرقة، والتي تمولها خارجيات دول التحالف، بل تسعى منذ سيطرتها على محاولة كم أفواه النشطاء والمواطنين الصحفيين ومنهم الناشط الصحفي محمد عثمان مراسل بلدي نيوز في الرقة.
ويعد الناشط الصحفي "محمد عثمان" من أبناء مدينة الرقة أبرز تلك الأصوات التي تفضح سياسات "قسد" من قتل واعتقال وتغييب وانتهاكات وفساد وسرقات بحق أبناء المدينة.
محمد عثمان، وهو اسم مستعار لناشط من نشطاء محافظة الرقة الأوائل، مازال مستمر في عمله الإعلامي في موقع بلدي نيوز؛ فمنذ سيطرة تنظيم "داعش" على محافظة الرقة، استمر عثمان في عمله، ورصد المعارك خلال سنواتها في الشمال السوري، مرورا بمعركة مدينة الرقة وحتى بعد تسليم المدينة من التنظيم إلى التحالف عبر قوات "قسد" بالإنابة، نقل عبر كتاباته في شبكة بلدي نيوز، وتقاريره الإعلامية والمصورة في وسائل التواصل الاجتماعي عمليات التهجير التي قامت بها "قسد" ضد السكان المحلين.
وحاولت "قسد "البحث عن الناشط محمد عثمان، عبر التحقيق مع عدد من النشطاء الذين اعتقلتهم، وحين عجزت بدأت بالبحث والتحري عبر أجهزتها الأمنية "الأمن العام" و"الاستخبارات الكردية" وأيضا لم تفلح بالحصول على خيوط توصلها إلى عثمان.
وخلال الفترة الماضية، وعقب ازدياد نشاط عثمان، وبحسب مصادر خاصة لموقع الرقة بوست، دعت ليلى مصطفى رئيسة ما يعرف بـ"المجلس المدني بالرقة" عناصر "الأمن العام" بالبحث عن عثمان، واعتقاله، وأكدت مصطفى أنهم سيلقون القبض عليه في نهاية الأمر، وأنهم استعانوا بـ"هاكر" كردي يعيش في ألمانيا، لمعرفة مكان عثمان عبر البرامج وآليات التتبع الإلكتروني! وعرضت إجازة شهر كامل لأي عنصر يساعد في القبض على عثمان، إضافة لمكافأة مقدارها 1000 دولار.
وأضافت مصادر الرقة بوست، يعمل إلى جانب ليلى مصطفى مدير مكتب منظمة "خدمات أساسية" التابع لوكالة التنمية الأمريكية، المدعو "دلبرين الكردي"، الذي كشف عنه عثمان بأعمال فساد وسرقة، في عمل المنظمة التي يديرها دلبرين؛ وأبرز تلك الأعمال شراء محولات كهربائية ذات تصنيع سيئ، وشراء زيوت رديئة لهذه المحولات لا تصلح لها، وقد تتسبب في احتراقها، الأمر الذي جعل دلبرين يجهد بالبحث عن عثمان من خلال البحث عنه عبر بعض موظفي المنظمة، وعرض بدوره مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عن الناشط الصحفي، دون جدوى في معرفة عثمان.
وتابعت المصادر، "حين عجزت قوات قسد عبر متابعة ليلى مصطفى لقضية عثمان، في معرفته أو حتى تحديد مكانه، قاموا بإغلاق صفحته على "فيسبوك"، إلا أنّ عثمان أعاد تفعيل صفحات بديلة له، متابعا عمله الصحفي، رغم الخطر الذي يتربص به".
وتساءلت الرقة بوست "في النهاية التساؤل الذي يثير نفسه، لماذا ترتعد فرائص "قسد" من ناشط صحفي، يؤمن بالعمل الإعلامي وسيلة راقية للمقاومة السلمية، ولا سند من منظمات حقوق الإنسان وهيئات الإعلام الدولية ليتكئ عليها عثمان لوقف ملاحقته والتحذير من المساس بأمنه الشخصي، والتعهد بسلامة حياته، وفرض حماية لعثمان من المليشيات التي تحذر وتتحسب من أي منظمة حقوقية أو إعلامية خارجية".
وقال مراسل بلدي نيوز في الرقة أنه من المطلوبين لتنظيم داعش، لأنه كان ينقل أخبار الرقة، وغطى المعارك كاملة من داخل محافظة الرقة على صفحته الشخصية في فيسبوك وتويتر.
وأضاف عثمان "بعد انتهاء معركة الرقة، بدأت بكشف أعداد القتلى الحقيقيين، ووثقت عددا كبيرا من الجثث لمدنيين قتلوا بقصف طيران التحالف وقذائف "قسد".
وأكد مراسلنا أنه بدأ يتابع أخبار مجلس الرقة المدني والوقوف على عملهم، واكتشف نسبة الفساد الكبيرة، خصوصا من مسؤولي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "ب ي د".
ونوه أن رئيسة مجلس الرقة المدني طلبت من جهاز الاستخبارات والأمن العام مراقبتي والبحث عني بهدف اعتقالي.
وقال مراسلنا أن المسؤولة عن ملفه ليلى مصطفى، ودلبريم الكردي الذي يعمل مع الوكالة الأمريكية، وهو مدير دعم البرنامج الأساسي لمحافظة الرقة التابع للإدارة الأمريكية لأنه كشفت عن فساده.
ونوه مراسلنا أن دلبريم قدم مكافأة تتراوح بين ١٠٠٠ و١٥٠٠٠ دولار أمريكي للشخص الذي يلقي القبض علي، ونفس الأمر ليلى مصطفى عرضت مكافأة ١٠٠٠دولار للشخص الذي يلقي القبض علي بالإضافة لإجازة لمدة شهر.