بلدي نيوز – دمشق (طارق خوام)
نشرت عدد من الصفحات التابعة للنظام تقارير عن ظهور عدد كبير من "الصناديق البيضاء" التي تغزو أسطح المنازل في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام في الساحل السوري، والتي تعتبر أحد النتائج المباشرة لتردي الوضع المعيشي للسوريين في مناطق سيطرته.
فالصندوق الأبيض المصنوع من الفلين يتحول عند ملئه بالتراب إلى مزرعة صغيرة، تصلح لزراعة الكثير من المحاصيل الموسمية السريعة النمو وخاصة تلك التي لا تحتاج عناية كبيرة، فقد أصبحت هذه الطريقة الحل الأمثل لمواجهة تدهور الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها معظم الموالين الغير منتسبين للجيش أو الميليشيات التي شكلها الأسد.
ويزرع في هذه الصناديق الخس والبصل والبقدونس وبعض البقوليات التي لا تحتاج لمساحة واسعة، و لا للكثير من التربة ولا حتى الماء، حيث تعتبر هذه الزراعة البسيطة، طريقة لتوفير جزء من الدخل الذي انخفض كثيراً، بسبب الغلاء الفاحش، حيث يُعتمد عليها لتأمين بعض المواد الثانوية للمائدة، وتستخدم أساساً في صنع السلطات، والتي أصبحت إلى حد كبير الوجبة الأساسية للكثير من الموالين في المناطق التي لايزال يحكمها الأسد.
حيث استخدموا هذه الصناديق كمزارع صغيرة زرعوا فيها الخضار التي يحتاجونها، والتي تكويهم أسعارها الخرافية في ظل حكم "حاميهم" الذي دمر الليرة السورية، وجعل متطلبات الانتاج الزراعي مكلفة وبالتالي المحاصيل مكلفة جداً.
لا تختلف هذه الصناديق الإسفنجية البيضاء التي يستخدمها موالو الأسد في زراعة الخضراوات فوق الأسطحة والشرفات، عن تلك التي استخدمها ويستخدمها السوريون في الكثير من المناطق التي تحاصرها قوات الأسد والميليشيات الشيعية، سواء في حي الوعر بحمص أو غوطة دمشق أو مضايا أو غيرها من المدن المحاصرة، والتي انعدمت فيها مقومات الحياة، فلم يعد المدنيون يجدون أي وسيلة للبقاء على قيد الحياة سوى بزراعة الخضراوات بتلك الطريقة.
أما الموالون الذين لايزالون تحت حكم النظام، فهم محاصرون برضاهم ولكن بطريقة أخرى، فأسعار المواد الغذائية أصبحت خرافية في مناطق النظام بسبب غلاء متطلبات الزراعة، والأتاوات التي يفرضها الشبيحة على السيارات التي تحمل هذه المواد، إضافة لانهيار قيمة الليرة السورية.
