بلدي نيوز – (صالح أبو اسماعيل)
شهدت الأيام القليلة الماضية تحركاً لافتاً للثوار على الصعيد العسكري، شمال سوريا، تكلل هذا التحرك بإحراز تقدم على جبهات ريف حلب الجنوبي والشمالي، وفي ريف اللاذقية، حيث جاء هذا التحرك بغياب شبه كلي للطيران الروسي الذي ساهم وبشكل أساسي بخسارة مواقع مهمة على هذه الجبهات خلال الأشهر الماضية.
وبعد الانسحاب الجزئي الروسي من سوريا، بات واضحاً الأثر الواضح له في قلب الموازين على الأرض في سوريا عموماً وفي الشمال السوري على وجه الخصوص، حيث توقفت معارك قوات النظام والميليشيات الإيرانية فور إعلان الانسحاب وبدأت تتكبد خسائر متلاحقة.
ففي ريف اللاذقية، تقدمت قوات النظام في جبلي التركمان والأكراد وسيطرت على 90 بالمئة منهما، حتى باتت على مشارف مدينة جسر الشغور وسهل الغاب من الجهة الجنوبية الشرقية لجبل الأكراد، ومشارف بلدتي الناجية وبداما من الجهة الشمالية الشرقية لجبل التركمان، وأصبحت مدفعيتها تطال قرى وبلدات ريف جسر الشغور الغربي.
ومن أهم المناطق التي سيطروا عليها تلال كبينة المطلة على مدينة جسر الشغور وسهل الغاب بمساندة الطيران الروسي الذي شكل غطاء نارياً سهلّ مهمة تقدم قوات النظام والميليشيات الشيعية، فضلاً عن إدارة الضباط الروس للعمليات البرية هناك.
ومع إعلان روسيا انسحابها الجزئي من سوريا، وانعدام الغطاء الجوي الروسي، دفع الثوار للتحرك وشن هجوم في عدة محاور في جبل الأكراد استطاعوا خلال الأيام الماضية استرجاع بعض النقاط، وتكبيد قوات النظام خسائر في الأرواح والعتاد، كما شنوا هجوماً مماثلاً في جبل التركمان استعادوا من خلاله بعض التلال والمراصد التي لها أهمية في المعارك القادمة.
وفي ريف حلب، كان السيناريو مشابها لما جرى في ريف اللاذقية، حيث اتبعت الميليشيات الإيرانية والطائرات الروسية سياسة المحروقة لتسيطر على بلدتي العيس والحاضر واقتربت من الوصول إلى الطريق الدولي دمشق–حلب الذي تهدف من خلاله الوصول إلى بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين من قبل الثوار، أسوة بما فعلته حينما وصلت إلى بلدتي نبل والزهراء بدعم من الطيران الروسي.
لكن اعلان الانسحاب الروسي، مكّن الثوار من تحرير مناطق واسعة في ريف حلب الجنوبي، وامتلاك زمام المبادرة والانتقال من الدفاع إلى الهجوم كذلك الأمر في الريف الشمالي، كما استفاد الثوار من الانسحاب الروسي الذي أوقف زحف قوات النظام من خلال التفرغ لقتال تنظيم "الدولة" الذي تقدم في ريف حلب الشمالي أثناء تصدي الثوار لقوات النظام وميلشيات إيران وميليشيا قوات سوريا الديمقراطية التي سارت على نهج التنظيم وسيطرت على بلدة منغ ومطارها ومدينة تل رفعت.
ويرى محللون عسكريون أن قوات النظام وميليشياتها باتت غير قادرة على التقدم في أي منطقة بغياب الطيران الروسي الأمر الذي سيساعد الثوار في استرجاع ما خسروه في ظل التدخل الروسي.