بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
نشرت صحيفة "الوطن" الموالية، تقريراً أشارت فيها إلى تزايد حالات اﻻنتحار في صفوف الشباب السوري في مناطق سيطرة النظام.
ووفقاً لصحيفة "الوطن"، نقلت عن المدير العام للهيئة العامة للطب الشرعي لدى النظام، زاهر حجو، "تسجيل 59 حالة انتحار في العام الحالي على مستوى البلاد ما عدا دير الزور والرقة وإدلب والحسكة الخارجة عن سيطرة حكومة النظام".
والملفت أنّ "حجو" وبحسب ما جاء في التقرير، عدد أسباب اﻻنتحار وحصرها في أربعة نقاط؛ "تخلي الحبيبة، التنمر أي «العنف»، طلاق الأبوين وسوء الأداء في الامتحانات"، إﻻ أنه أغفل جوانب هامة.
ووفقاً للمحامية والناشطة الحقوقية، هديل صالح، أكدت أنّ وجود تلك الحالات أمر معروف في المجتمعات، لكن ما لم يتطرق له التقرير، مجموعة من العوامل أسهمت في زيادة نمو حالات اﻻنتحار".
وأردفت؛ "يعيش الشباب في سوريا عموماً جملة من اﻷزمات، سببتها سياسات نظام اﻷسد، فالشباب يخشى التجنيد اﻹجباري وإقحامه في معارك ﻻ ناقة له فيها وﻻ جمل، إضافةً للأزمات المالية والغلاء المعيشي، والمضايقات اﻷمنية، وحتى الخوف من اﻻعتقال لمجرد المرور من أمام أحد الحواجز، أو الوشاية الكاذبة".
وأضافت؛ "ثمة بعض الحالات التي دخلت مكتبي لفتيات أقدمنّ على محاولة الانتحار بعد تعرضهن للخطف والابتزاز من طرف بعض الشبيحة المحسوبين على أحد اﻷفرع اﻷمنية، لمجرد الحصول على المال، والنماذج كثيرة في هذا اﻹطار".
ومن الناحية المهنية يعلق الصحفي المعارض، حسين الطاهر؛ "إنّ مثل هذه التقارير، تبتعد عن الحقائق جملةً وتفصيلاً، وتسعى بدايةً إلى تسخيف الشباب السوري، حين تتحدث عن نسبٍ لا ترتقي إلى المهنية في هذا اﻹطار مع مقارنتها بدول الجوار رغم ظروف الحرب في البلاد، كما أنها تحمل غاياتٍ واضحة، غالباً ما تنتهي عند بعض الموالين بعبارة.. هي الحرية اللي بدكن ياها".
وتشير المرشدة اﻻجتماعية، والمختصة النفسية، نائلة اﻷبرص، إلى أنّ ما يعانيه الشباب من توترٍ يفوق قدرة اﻻحتمال، إﻻ أنّ حصرها في الحب، والفشل الدراسي، أو النقاط التي أوردها تقرير صحيفة الوطن، بعيد عن الحقيقة تماماً".
وتعتقد اﻷبرص أنّ؛ التقرير في حال صدق من ناحية أعداد المنتحرين، إﻻ أنه يكذب من حيث اﻷسباب، فثمة مجموعة عوامل تلعب دوراً في هذا اﻹطار، في مقدمتها، قلة فرص العمل، والأوضاع الاقتصادية المتردية، واﻹحساس بعدم المساواة بين اﻷقران في الفرص الوظيفية، واﻷهم تقييد تحركات الشباب، وسبق أن علمنا عزوف الكثير منهم عن السير في الطرقات خشية اﻻعتقال أو السحب إلى التجنيد اﻹجباري".
يبدو أنّ إعلام النظام بحث عن نقطةٍ يتهم فيها المجتمع فأخفق، ورغم دندنته على وتر الحرب واﻹرهاب، إﻻ أنّ مجمل ما يشيعه حول ظاهرة انتحار الشباب -إن صدق- لا تعالج السبب بل لا تقف عنده، والذي بات واضحاً وفقاً للمعطيات والقرائن على اﻷرض تحمّله مسؤوليتها.