بلدي نيوز
شككت واشنطن بوست بدور "داعش" لوحده في إحراق ألاف الهكتارات من المحاصيل الزراعية في سوريا والعراق، معتبرة أن هناك خلافات بين مكونات المنطقة قد تكون وراء ذلك.
وبحسب الصحيفة، كان من المفترض أن يكون هذا العام، عام الخير، حيث توقفت الحرب نسبياً عن هذه المنطقة التي لم يضر بها الجفاف هذا العام، وكانت تَعِد بحصاد وفير إلى أن جاءت الحرائق الغامضة لتلتهم الحقول الذهبية الشاسعة.
في البداية ألقي باللوم على تنظيم داعش ولكن سلسلة الحوادث هذه تشي بأكثر من ذلك. مع بداية أيار، تم حرق عشرات الآلاف من الفدادين الممتدة من الحدود الإيرانية في الشرق إلى قرب ساحل البحر المتوسط في الغرب. أما الأضرار فهي فوق التصورات حيث من الممكن أن تشاهد الأراضي المحروقة عبر الأقمار الاصطناعية.
وتعد هذه الحقول الدخل الأساسي للمزارعين الذين شهدوا ويلات الحرب وسنوات من الحرمان والبؤس حيث من المفترض أنها الأمل الوحيد لهذه المجتمعات التي تتطلع للتعافي من الحرب.
وأكد داعش مسؤوليته عن الحرائق بل وحث اتباعه على إشعال المزيد "نقول لجنود الخلافة: أماكم ملايين الدونمات من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير التي يملكها المرتدين".
ففي سوريا، تم حرق 20,000 فدان من القمح والشعير، وتم حرق 134,000 فدان في العراق، وتضرر 20,000 فدان من المحاصيل هناك.
ويرى بيتر شوارتزشتاين، الزميل في مركز المناخ والأمن، أن الحرائق تتماشى مع عمل داعش وهدفه "إبقاء الريف غير مستقر وغير ناضج.. ومنطقه يقول: "إذا لم نتمكن من امتلاك الأرض فلا يمكن لأي شخص آخر امتلاكها".
مع ذلك، يرى آخرون أن داعش ليس المسؤول الوحيد حيث تشهد هذه الأراضي نزاعات على مليكتها التي تغيرت نتيجة سنوات من الحرب مع اتهامات بين العرب والأكراد بأحقية امتلاك هذه المحاصيل. مع وجود نزاعات أخرى عربية بين أولئك الذين دعموا التنظيم وآخرين وقفوا بوجهه.
وتبنى داعش مسؤولية الحرائق هذه إلا أنه وفر في الوقت نفسه غطاء لعدد كبير من الجهات الساعية للانتقام من الأراضي الخصبة التي يمتلكها خصومها خصوصاً بعد هزيمة التنظيم، حيث لم تستطع جهة واحدة تقديم حل منطقي للمناطق المتنازع عليها.
الأراضي التي اُحترقت في العراق، هي مناطق متنازع عليها بين العرب والأكراد ويقول البعض إن إيران هي وراء هذه الحرائق لإجبار العراق على شراء القمح الإيراني.
وفي سوريا، ترى الإدارة الذاتية المُعلنة في الشمال الشرقي، بدعم من الولايات المتحدة، إن النظام وراء هذه الحرائق بسبب امتناع الإدارة عن بيع القمح للنظام. وقال سلمان بارودو، رئيس لجنة الزراعة هناك "لا يمكننا القول إن النظام وداعش يعملان معاً. ولكنهما يشتركان في نفس المصالح".
وقال تقرير للأمم المتحدة إن الحملة العسكرية على إدلب هي التي تسببت بحرق المحاصيل. كما أظهرت مقاطع فيديو نشرها نشطاء احتراق المحاصيل بعد أن استهدفها النظام بقنابل الفسفور.
وتلقي شخصيات سورية معارضة باللوم على الأكراد الذين يسعون لمعاقبة العرب في مناطق سيطرة داعش سابقاً. ومن الممكن أن تكون درجات الحرارة المرتفعة هي السبب وراء الحرائق على الرغم من نفي الخبراء لذلك.
وقال نيكولاس هيرس، الباحث في مركز الأمن الأمريكي الجديد إن الجاني المرجح هو داعش في سوريا ولكن جميع التفسيرات ممكنة "في هذه المرحلة الزمنية، الجانب المنطقي، والذي لديه الدفاع لحرق حقول القمح هو داعش الذي يستخدم الحرائق كتكتيك لمعاقبة أعدائه".
وكانت آلاف الهكتارات الزراعية قد تعرضت لحرق خلال الأسابيع الماضية في مناطق متفرقة شمال سوري وغربها وجنوبها ما سجل خسائر مالية كبيرة على المزارعين وذويهم والمجتمع المحلي.
المصدر: أورينت نت