بلدي نيوز- (فراس عزالدين)
شوهت حرب الأسد أحلام الأطفال السوريين وأثخنت بأجسادهم الغضة، فمنهم بات بلا أطراف ومنهم من دفت تحت أنقاض منزله ومنهم من أثقلت ذاكرته بمشاهد الحرب والفقد.
تداول ناشطون صورة طفلة في محافظة إدلب ممسكةً بدميةٍ، تتفحصها بعناية، وتقارن بين أطراف دميتها وأطرافها بعد أن دفنت عائلتها قدمها تحت التراب بعد أن تعرضت للبتر جراء قصف طائرات الأسد.
حالاتٌ مشابهة لأطفالٍ حصدت أطرافهم وربما أرواحهم الطائرات التي آثرت أن تترك بصمةً الحقد على أجسادهم ولن تزول ولن يمحوها الزمن من ذاكرتهم والأكثر فظاعة هو اللحظات الأولى التي يعيشها الطفل عند بتر أحد أطرافه، بحسب ما يؤكد الأطباء.
وكان المدير الإقليمي لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "خيرت كابالاري"، قال إن 3.3 ملايين طفل داخل سوريا يتعرضون لمخاطر المتفجرات على اختلاف أنواعها، في حين يعيش أكثر من 1.5 مليون شخص الآن مع إعاقات دائمة نتيجة الحرب، بما في ذلك 86 ألف شخص فقدوا أطرافهم.
وتقول الناشطة الحقوقية هديل صالح؛ "الأطفال فقدو طفولتهم وأصبحوا أمام الإعلام صوراً تستعطف الضمير العالمي الذي يغط في نومٍ عميق، ترسخ مجدداً أنّ حقوقهم كذبة".
من جهتها والدة أحد الأطفال الذي فقد في ذراعه في محافظة إدلب؛ "الأطفال في بلدنا بفضل الأسد يبحثون عن طرفٍ صناعيٍّ، لن يلغي من ذاكرتهم أنّ اليد الخشنة التي مرت فوق الجسد الغض، ولن ينسوا من شوه طفولتهم وحرمهم اللعب والإمساك بالكرة والقلم والجري في الطرقات".