بلدي نيوز - حمص (محمد أنس)
بات من الواضح والجلي مدى المطامع الروسية في سورية، فبعد سيطرتها على واجهة سورية البحرية مع العالم الخارجي، ونصب قاعدة عسكرية ثانية في الساحل السوري، وترويض ميليشيات الدفاع الوطني المعروفة بولائها للأسد، ها هي موسكو اليوم تضع يدها على الرمز الأثري لسورية في مدينة تدمر، وسط مخاوف من سرقة آثار المدينة ونقلها إلى موسكو.
بوتين الذي أعلن قبل فترة سحب الكم الأكبر من قواته من سورية، أبقى طائراته في المكان الذي يريد، وحجة تنظيم الدولة ومكافحة الإرهاب حاضرة في كل وقت لتحقيق أي مكاسب وفرض سيطرة واحتلال على المدن السورية.
ووصلت أول مجموعة من خبراء إزالة الألغام الروس إلى سوريا، تمهيدا للبدء بإزالة الألغام التي زرعها تنظيم "الدولة" في مدينة تدمر الأثرية، بحسب وكالات روسية، وأعلنت الدائرة الصحفية لوزارة الدفاع الروسية الخميس، أن فرق خبراء من المركز الدولي لإزالة الألغام التابع للقوات المسلحة الروسية، وصلت إلى قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية، بغية الانضمام إلى مهمة إزالة الألغام في المرافق الحياتية والجزء الأثري من مدينة تدمر.
وأوضحت وزارة الداخلية أن طائرات نقل عسكري من طراز "أن-124" (روسلان) و"إيل-76"، استخدمت لنقل الخبراء، وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن وحدتها الروسية "مزودة بالوسائل الأكثر تطورا لإزالة الألغام والحماية"، موضحة أن فصيل الخبراء يضم بالإضافة إلى خبراء تفكيك الألغام، مدربي كلاب البحث عن الألغام، كما أن الخبراء سيستخدمون خلال عملهم في التدمير روبوتات من طراز "أوران-6".
وكان مصدر عسكري كشف أن قرابة مئة خبير روسي سيشاركون في العملية بتدمر، متوقعا أن تستغرق المهمة أشهرا، إذ إن الخبراء الروس سيتولون إزالة الألغام والعبوات الناسفة ليس في الجزء الأثري من المدينة فحسب، بل وفي الأحياء السكنية ومحيط المدينة.
ومن المتوقع أن يبلغ العدد الإجمالي للمهندسين العسكريين ومدربي الكلاب الروس الذين سيشاركون في أعمال إزالة الألغام والعبوات الناسفة في مدينة تدمر بما في ذلك منطقتها الأثرية حوالي 100 فرد، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء".
وكان نظام الأسد وميليشيات إيرانية سيطروا الأسبوع الماضي، بغطاء جوي روسي، على مدينة تدمر الأثرية في ريف حمص الشرقي، والتي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة، منذ ما يقارب العام.