بلدي نيوز – (فراس عزالدين)
يستمر مخطط التغيير الديموغرافي الذي انتهجته إيران بمساندة حكومة النظام، تحت مسمياتٍ مختلفة، والنسخة الأخيرة منها، قانون الاستملاك وتغيير مسميات بعض المناطق، ﻻ سيما جنوب العاصمة دمشق.
وبحسب نشطاء من دمشق؛ فإنّ حملة التهجير التي أدت إلى تفريغ العاصمة من نسيجها الثوري، وإفراغها من مكونها "السنيّ"، بدأت تظهر ملحقاته مؤخراً، وتستكمل إيران وحكومة الأسد الحلقة المفقودة من اللغز.
وكانت شهدت مناطق الجنوب الدمشقي، ومنها بلدات "حجيرة وبسيمة وبيت سحم وببيلا ويلدا" المحيطة بالسيدة زينب، منذ خروج فصائل المعارضة وانتهاء العمليات العسكرية في أيار 2018 عمليات بيع كبيرة للعقارات من أصحابها الأصليين لصالح شخصيات محسوبة على إيران لتدخل مؤخراً منطقة القدم والعسالي جنوب العاصمة معترك التغيير.
وصرح فيصل سرور عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق التابعة للنظام، "إن منطقة القدم والعسالي جنوب العاصمة دمشق أصبح اسمها ضمن المخطط التنظيمي الجديد وفق المرسوم (66) "باسيلا سيتي" بمساحة تسعة ملايين متر مربع وعدد عقاراتها 4 آلاف عقار وهي أكبر منطقة تنظيمية في سوريا وألغيت تماماً تسمية القدم والعسالي".
ويثير تغيير اسم تلك المنطقة حفيظة شريحة واسعة من الشارع السوري، التي تجد أنّ التغيير يستهدف إرثهم الديني، لما يحمله مسمى "القدم" -وهي المنطقة المستهدفة بالتغيير والإخلاء- من معنىّ.
وبحسب الباحث الاجتماعي الدكتور، محمد الشيخ؛ فرمزية المنطقة عظيمة لدى غالبية السوريين، فمعظم الكتب التاريخية والوثائق الأثرية تشير أنّ هذه المنطقة استمدت تسميتها، نسبة لوجود صخرة في مسجد القدم الكبير عليها أثر يقال أنه لقدم النبي العربي محمد".
وتفيد شهادات العديد من أبناء دمشق المهجرين ومن يقطنون اليوم في تلك المناطق بأنّ عمليات الشراء والسمسرة تحمل أبعاداً طائفية تقودها إيران.
ويشير مراقبون ومحللون أنّ حكومة النظام بمساعدة وتنسيق مع إيران تحاول تطويق العاصمة بحزام أمني، يمتد من منطقة المزة أو ما يعرف باسم بساتين الرازي مروراً بمدينة داريا وأحياء جنوب العاصمة وأحياء دمشق الشرقية والمناطق المطلة على المتحلق الجنوبي وطريق دمشق حمص الدولي من الغوطة الشرقية.
وبدأت عملية إخلاء القدم والعسالي بداية هذا العام، ويقود عملية البناء المزمع القيام بها شركة "شام القابضة" التي يمتلكها رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، ما دفع بعوام الناس للقول؛ "إذا عرف السبب بطل العجب".