بلدي نيوز
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن مجموعة من النساء المواليات لتنظيم "داعش" تقوم بترويع المدنيين المتواجدين في "مخيم الهول" بريف الحسكة، ويطالبن بالالتزام بالقواعد الصارمة التي كان يفرضها التنظيم على المدنيين الخاضعين لسيطرته.
خلقت هذه التصرفات مشكلة جديدة تواجهها القوات المسيطرة على المخيم، بعدما هددت بعض النسوة النساء الآخريات اللواتي اعتبرهن غير مؤمنات، باستخدام عدة وسائل، منها تهديدهم بالقتل عبر التلويح بالسكاكين، البصاق عليهم ورشقهم بالحجارة، وصولاً إلى إحراق خيمهم.
وبحسب مسؤولي الاستخبارات، أعاد الموالون للتنظيم هيكلة أنفسهم، وشكلوا خلايا داخل المخيم لفرض العقاب على الناس بطريقة منهجية.
قادة هذه الخلية نساء من مصر والمغرب وتونس، وهي دول قَدم منها أتباع التنظيم الأكثر تشدداً. ويقدر عدد الموالين للتنظيم داخل المخيم بالآلاف حتى مع هزيمة التنظيم وسقوط خلافته المعلنة.
وهرب الآلاف من القتال نتيجة للمعركة الأخيرة التي شهدها التنظيم في الباغوز، ونتيجة لذلك تم فصل النساء عن الرجل وأرسلوا جميعاً إلى مراكز الاحتجاز.
وتم نقل النساء والأطفال إلى "مخيم الهول"، أدى ذلك إلى ارتفاع عدد سكانه بشكل كبير من 9,000 شخص منذ أوائل كانون الأول إلى أكثر من 73,000 شخص حالياً. وقال أحد المسؤولين عن المخيم "ما قمنا به عملياً هو نقل الباغوز إلى هنا".
وأشار إلى تغير البيئة داخل المخيم بشكل كبير، وقال "عندما استضاف المخيم ما يقارب 10,000 سوري وعراقي لم تكن النساء تغطي وجوههن. الآن، لا ترى فتاة فوق 8 سنوات بدون حجاب".
ويقول العديد من المسؤولين إن الناس بدأوا باتباع النمط المحافظ نتيجة للتهديدات التي يتلقونها من أتباع التنظيم.
استهدفت النساء المتشددات، العاملين في مجالي الصحة والإغاثة، و وصفوهم بـ "الكفار".
واستخدمت بعض النساء الحواف الحادة لعلب التونة لتقطيع الخيام، ومهاجمة الآخرين بما في ذلك أولئك الذين أعربوا عند ندمهم للانضمام إلى التنظيم.
وقالت امرأة ألمانية، تحدثت للصحيفة شريطة عدم ذكر اسمها، إنها سافرت إلى الشرق الأوسط للعيش تحت حكم "الدولة الإسلامية" بسبب منعها من ارتداء النقاب في ألمانيا.
وقالت "كان القرار صائباً حينها أما الآن فلا أعرف.. لا أستطيع التحدث هنا"، موضحة أنها تخشى من غضب النساء المواليات للتنظيم داخل المخيم.
وقال جيلون سو، من جزر الكاريبي، إنها ليست مؤيدة لـ "الدولة الإسلامية" على الإطلاق، إلا أنها سافرت إلى سوريا مع زوجها بعد فترة وجيزة من اعتناقها الإسلام في عام 2014.
وقالت إن النساء الأخريات يعاملنها بقسوة قائلة "إنهم يكرهونني". وأضافت سنو، البالغة من العمر 45 عاماً، "الحياة هنا صعبة، ليس لدي أصدقاء، بالنسبة لهم أعتبر كافرة".
بالإضافة إلى ذلك، تعهد الكثير منهم لإعادة إحياء الخلافة في حال ما تم إطلاق سراحهم. ويخشى المسؤولون في المخيم من أن يتحول المخيم إلى أرض خصبة للتطرف، خصوصاً أنه يواجه أزمة إنسانية متصاعدة.
المصدر: أورينت نت