بلدي نيوز- (حذيفة حلاوة)
أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، سيطرة قوات التحالف على كامل المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم "داعش" في محافظة دير الزور شرقي البلاد، اليوم السبت، وبذلك تنتهي العمليات العسكرية شرق الفرات ضد آخر معاقل التنظيم في سوريا.
لم يكن من المتوقع أن يتمكن تنظيم "داعش" من الصمود أكثر من هذه الفترة، وهي المدة التي احتاجها التحالف وقوات سوريا الديموقراطية "قسد" على الأرض للقضاء على آخر معاقل التنظيم في ريف دير الزور الشرقي، حيث امتدت منذ بداية شهر أيلول من العام الماضي، وحتى تاريخ الأمس.
في هذه الغضون، تعرض التنظيم لحصار خانق فاقم معاناة المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرته، وتزامن ذلك مع قصف جوي عنيف من قبل قوات التحالف، ارتكبت خلال هذه المدة قوات التحالف العديد من المجازر بحق المدنيين الموجودين في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، أبرزها في بلدتي "هجين" و"الشعفة" مطلع العام الجاري.
الصحفي السوري "فراس علاوي" رئيس تحرير موقع "الشرق نيوز" قال في حديثه لبلدي نيوز: "التنظيم لم ينتهي مع بقاء عشرات الخلايا التي تتبع له، وهروب مئات العناصر بعد دفع مبالغ مالية طائلة، مما جنبهم التعرض للاعتقال، وهذا يرجح بقاء التنظيم مع بقاء قياداته على قيد الحياة".
وأضاف "علاوي"، من غير المحتمل أن يتمكن التنظيم من العودة على ذات الشكل الذي كان عليه كدولة وقوة مركزية، في الوقت الذي نرجح فيه بأن التنظيم سيعمل على إعادة تنشيط ما تبقى من عناصره، عبر تجميعهم على الحدود السورية العراقية، وتشكيل خلايا تقوم بهجمات ضد قوات النظام وحلفائه، أو قوات سوريا الديموقراطية "قسد".
وأردف "علاوي"، الإعلان الذي أطلقه الرئيس الأمريكي لم يكن موجه للسوريين بقصد إبلاغهم انتهاء التنظيم من سوريا، بقدر ما كان هذا الإعلان هو محاولة منه للفت أنظار الداخل في الولايات المتحدة عن الأزمة العاصفة التي يتعرض لها الرئيس، وبذات الوقت رسالة طمأنة لحلفائه الأوربيين بأن المعارك الكبرى مع التنظيم قد انتهت بانتهاء الكتلة الأبرز في التنظيم، وتحول استراتيجيته من هجومية إلى حرب عصابات وخلايا أمنية.
وأضاف "علاوي"، اختار "ترامب" هذا التوقيت ليناسبه الإعلان، وإن كان غير واقعي في ظل وجود عناصر للتنظيم على الأرض السورية، من أجل تحقيق نصر سياسي يزيد من نقاطه وحظوظه في مواجهة التهم الموجه إليه داخلياً.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد "ترامب" أعلن يوم الخميس الماضي من داخل إحدى القواعد العسكرية التابعة للجيش الأمريكي في الولايات المتحدة السيطرة على كامل المناطق الخاضعة سابقاً لتنظيم "داعش" 100%، فيما كشف مصدر كردي من قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، منذ يومين أن "أربعة ألاف مدني، وألف مسلح من تنظيم "داعش" بينهم قيادات بارزة من جنسيات مختلفة لا يزالون في آخر معاقله في "الباغوز" بريف دير الزور الشرقي.