بلدي نيوز – الحسكة (عبدالعزيز الخليفة)
أقر ما يسمى بالمجلس التأسيسي لـ"روج آفا" (غربي كردستان) الانتقال من "الإدارات الذاتية" إلى النظام الاتحادي في مناطق سيطرة الأذرع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي شمال سوريا، بعد اجتماع المجلس التأسيسي منذ يوم أمس في بلدة رميلان بريف الحسكة بحضور نحو 200 عضو تم اختيارهم من قبل "الإدارة الذاتية".
يرى الناشط أبو المجد كوملة في حديثه لبلدي نيوز، أن حزب الاتحاد الديمقراطي حاول دائما تصوير نفسه كمعارض للنظام بهدف القيام بالدور المنوط فيه بخدمة الأسد، واعتبر أن إعلان الحزب للفدرالية في شمال سوريا جاء بالتزامن مع جنيف3 كرد فعل لعدم دعوته إلى المفاوضات، وفرض أمر واقع يجعل الحزب طرفا في الحل.
وتابع كوملة "إن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يمكن أن يمثل الأكراد، باعتبار أن إدارات الحزب الذاتية هجرت عدداً كبيراً من المدنيين الأكراد في مناطق سيطرتها شمال سوريا".
أما الصحفي السوري مضر الأسعد؛ فيرى في حديثة لبلدي نيوز، أن إعلان الإدارة الذاتية اعتماد النظام الفدرالي هو تصرف أحمق، وقد يؤدي إلى حرب أهلية في الشمال السوري، واعتبر أن إعلان الفدرالية من طرف واحد هو قرار فتنة بين مكونات الشمال السوري يشارك فيه نظام الأسد من مبدأ "فرق تسدد".
وذكّر الأسعد، بجرائم ميلشيا الوحدات الكردية في الشمال السوري، وقال: "إن منظمة العفو الدولية وثقت هذه الجرائم وحملت الإدارة الذاتية مسؤولية ارتكاب جرائم حرب، وبطبيعة الحال لا يمكن أن يقرر من يقتل الناس كيف يديرون أنفسهم وشكل نظام الحكم بدلاً عنهم".
بدوره، قال الناشط الأشوري "تغلات حنا" لبلدي نيوز إن "الفدرالية الكردية قائمة بحكم الوضع القائم على الأرض"، وتوقع أن تنجح هذه الفدرالية لوقت قد يطول أو يقصر حسب المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية.
وأشار حنا، إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي يحاول فرض الأمر الواقع مستبقا محادثات جنيف التي حرم من الدعوة إليها بسبب علاقته مع النظام.
وربط الناشط الكردي "عزيز كارس" بين إعلان الفدرالية من جانب حزب الاتحاد الديمقراطي والمناخ الدولي العام المشجع عليها، وذكر بالتصريحات الروسية في هذه الشأن إضافة إلى تصريح المبعوث الدولي ستفيان دي مستورا حول إمكانية مناقشة النظام الفدرالي بجنيف.
وأوضح كارس، إن إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي يعد ضمن الخطط الدولية للحل في سوريا التي تبطخ بجنيف.
وكانت واشنطن أهم حلفاء "الإدارة الذاتية" عارضت أمس، إقامة منطقة "فيدرالية" للحكم الذاتي في شمال سوريا، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر للصحفيين: "لن نعترف بأي نوع لمناطق حكم ذاتي، أو شبه مستقلة في سوريا"، وتبعها موسكو في موقفها حيث أعلن نائب وزير الخارجية الروسي "ميخائيل بوغدانوف" أنه لا يمكن لأكراد سوريا إقامة نظام حكم فيدرالي في سوريا بشكل أحادي، كما شاركت أنقرة التي تعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي فرعاً لحزب العمال الكردستان الذي تحاربه، رفض قرار"الإدارة الذاتية" اعتماد النظام الفدرالي من جانب واحد في سوريا.