هل تخلى بوتين عن ذيله؟ - It's Over 9000!

هل تخلى بوتين عن ذيله؟

بلدي نيوز – (صالح أبو إسماعيل)
كثرت الأقاويل والتحليلات عن الانسحاب الروسي، وتباينت الآراء حول ذلك، فمنهم من رأى بأن الانسحاب خدعة ولن يتخلى بوتين عن ذيله "بشار الأسد" والقواعد العسكرية في سوريا، ومنهم من رأى أنها بداية لتقسيم سوريا وفق توافق دولي، فيما ذهب آخرون إلى أنها عملية مكاسب اقتصادية انتهت بأخذ روسيا ثمن تدخلها، فهل باع بوتين "بشار الأسد".
وأثيرت تساؤلات منذ بداية التدخل الروسي في سوريا في أيلول/سبتمبر من العام الماضي عن هذا التدخل في ظل ما تعيشه روسيا من أوضاع اقتصادية خانقة، ناتجة من العقوبات المفروضة على موسكو لتدخلها في الشؤون الأوكرانية، بالإضافة إلى تحمل الميزانية الروسية تداعيات تراجع أسعار النفط عالمياً، ما أدى الى خسارة الروبل الروسي نحو 45% من قيمته مقابل الدولار.
تعددت التقديرات المتعلقة بكلفة العملية العسكرية التي أطلقتها موسكو، حيث قدر مركز المعلومات التحليلي "IHS Janes" التكاليف اليومية للحملة الروسية في سوريا بما يتراوح ما بين 2.3 و 4 ملايين دولار، ما يعني أن روسيا غير قادرة على دفع التكاليف دون أن تحصل على مقابل.
وفي هذا الصدد استبعد الصحفي عبدالرحمن صلاح الدين أن يكون بوتين داعماً في حقيقة الموقف للأسد.
ويرى الصحفي اللبناني "أن التدخل الروسي أتى بهدف قبض الثمن وليس لأغراض مبدئية أو لتثبيت صورة روسيا كقوة عظمى، والثمن هو تحسن أسعار النفط، وخطوات تثبيت الانتاج التي من المتوقع أن تدفع النفط صعوداً في التداولات وبالتالي، قدم بوتين خدمة لأمريكا تتمثل في ضمان بقاء النظام كهيكل مؤسساتي، لإجراء إصلاحات تدريجية عليه، كي لا تنزلق سوريا إلى أتون الدولة الفاشلة والتفكك غير المنظم كما حدث في الصومال".
وما يدل على عدم تمسك روسيا ببشار الأسد هي التصريحات المتلاحقة للمسؤولين الروس التي بدأت بانتقاد نظام الأسد في الشهر الماضي، إضافة لوصف إحدى الصحف الروسية بشار بـ"ذيل الكلب" إلى أن جاء قرار الانسحاب وعودة الطائرات الروسية إلى موسكو بعد أن استطاعت قلب الموازين على الأرض، حيث تقدمت قوات النظام في ريف اللاذقية وحلب بمساندتها.
وجاءت هذه الانتقادات بالتزامن مع ترحيب روسي بالجهود الدولية لحل ما يجري في سوريا، كان آخرها ما أعلنه الكرملين عن رضاه عن طريقة تنسيق الولايات المتحدة مع روسيا، من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للحرب في سورية، ما يعني عدم التمسك بالأسد أو أن اتفاقيات سرية بين واشنطن وموسكو أفضت إلى بيع بوتن للأسد.
بدوره، المحلل العسكري في شبكة بلدي نيوز راني جابر، قال: "الروس لن يرحلوا من سوريا تماماً بتلك السهولة، فهم يعيدون انتشار قواتهم فقط، ولن يتركوا مياه المتوسط التي حلموا بها لقرون بتلك السهولة، فقاعدتهم الجوية هي الإنجاز الأكبر لبوتين منذ إخماده للثورة الشيشانية بداية هذا القرن، فما يرشح من أكثر من جهة أنهم سوف يركزون اهتمامهم على المنطقة الساحلية بشكل أساسي، وسيخفضون نشاطهم باتجاه باقي سوريا".
وتصب كل التحليلات في بوتقة واحدة وهي أن روسيا لم تأتِ لحماية الأسد إنما لتحقيق مكاسب اقتصادية أولاً، وتعزيز وجودها العسكري في البحر المتوسط كون أن روسيا لا تمتلك أي وجود في الشرق الأوسط، ووجدت في بشار الأسد حليفاً حقق لها الغاية المنشودة وما إن انتهت المصلحة حتى أعلنت تخليها عنه بشكل غير مباشر.

مقالات ذات صلة

رأس النظام يعين فيصل المقداد نائبا له

تركيا تنفي تحديد موعد ومكان لقاء أردوغان وبشار

رأس النظام يعزل دفعة أخرى من القضاة

الخارجية الأمريكية تعلق على حضور بشار الأسد للقمة العربية

الملك الأردني يشتكي من ممنوعات النظام في القمة العربية

زعيم ميليشيا "الحشد الشعبي" العراقي يلتقي بشار الأسد في دمشق