ما مصير أجانب داعش المعتقلين في سوريا؟ - It's Over 9000!

ما مصير أجانب داعش المعتقلين في سوريا؟

بلدي نيوز 
وضعت البريطانية شميم بيغوم (19 عاما) مولودها في مخيم للاجئين الأحد الماضي 17 شباط/فبراير الجاري، وتخشى أن يكون مصيره مثل شقيقيه السابقين اللذين توفيا خلال تواجدها في سوريا.
وتسببت شميم بجدل واسع عندما فرّت مع صديقتين لها من مدرستهن في لندن وعبرن الحدود التركية إلى سوريا للانضمام إلى داعش في 2015، ولم تكن قد تجاوزت الـ15 من العمر.
أعربت شميم عن رغبتها بالعودة إلى بلادها قائلة "لم أكن أعلم ما الذي كنت أقحم نفسي فيه عندما غادرت، آمل أن يسمحوا لي بالعودة من أجلي ومن أجل طفلي".
لكن يبدو أنه كان قد فات الأوان، حيث أبلغت السلطات البريطانية عائلتها بعدها بيومين قرارها بإسقاط الجنسية عن الشابة الجهادية.
سابقة ستتجدد
إسقاط الجنسية عن شميم، التي لا تملك جنسية أخرى، "سابقة خطرة" بحد وصف النائب البريطاني المحافظ جورج فريمان، الذي انتقد قرار وزير الداخلية البريطاني بعدم السماح لها بالعودة، لكن على ما يبدو أن مثل هذه الحالة ستثار كثيرا في الأيام المقبلة.
وطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت الماضي بريطانيا وحلفاءها الأوروبيين بـ"استعادة أكثر من 800 مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية، ألقينا القبض عليهم في سوريا، ومحاكمتهم".
وأصبحت دول أوروبية اختارت ترك الجهاديين محتجزين لدى قوات سوريا الديموقراطية، مجبرة على مواجهة الوضع، خاصة مع تحذير الأكراد بنقل حراس المحتجزين إلى أماكن أخرى بعد قرار الانسحاب الأميركي الوشيك من سوريا، خوفا من هجوم تركي.
وتزايد النقاش مع وصول 560 عائلة أجنبية تضمّ أكثر من 1100 طفل، بالإضافة الى الآلاف من العائلات السورية، منذ بداية العام الحالي فقط، وذلك على وقع تقدم قوات سوريا الديمقراطية في آخر جيب للتنظيم في شرقي سوريا.
وأعلنت منظمة إنقاذ الطفل "سيف ذي تشيلدرن" الخميس أن أكثر من 2500 طفل أجنبي من ثلاثين بلداً يتوزعون حالياً على ثلاثة مخيمات للنازحين في شمال شرق سوريا، مشيرة إلى أن من بينهم 38 طفلاً غير مصحوب، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ "الإجراءات الضرورية لضمان أمنهم". وتوضع عائلات الجهاديين في أقسام خاصة في المخيّمات وتحت حراسة مشددة.
المنع.. جدال قانوني
وكان وزير الداخلية البريطاني أعلن أن بلاده منعت عودة جهادييها من سوريا والعراق أكثر من مئة مرة حتى الآن، في مقال نشرته "ذي صنداي تايمز" تحت عنوان "إذا هربتم للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية، سأستخدم كل سلطاتي لمنعكم من العودة".
غير أن وزير الثقافة البريطاني جيريمي رايت، وهو المدعي العام السابق (كبير المستشارين القانونيين في البلاد) قال لشبكة "بي بي سي" الأحد الماضي إن بلاده "ملزمة، في مرحلة ما على الأقل، باستعادتهم".
ولم تحسم بريطانيا قرارها حيال مقاتلَين إثنين لا يزالان على قيد الحياة، من أصل أربعة لقّبوا بـ"الخنافس" بسبب لكنتهم، ظهروا في تسجيلات فيديو قطع رؤوس أسرى لدى التنظيم.
ولم تبدِ بريطانيا نية لاستعادة المقاتلين ألكسندا كوتي والشفيع الشيخ المعتقلين لدى الأكراد، وسط تقارير عن تجريدهما من الجنسية.
وكانت تقارير صدرت العام الماضي أفادت بأن الولايات المتحدة مستعدة لنقلهم إلى معتقل غوانتانامو في كوبا، وهو خيار من شأنه إثارة جدل واسع في بريطانيا بخاصة بسبب عقوبة الإعدام المطبّقة في الولايات المتحدة.
فرنسا تفتح الباب لعودة جهادييها
فرنسا هي من أكثر الدول المعنية بالطلب الأميركي، وكانت شهدت سلسلة هجمات لتنظيم "داعش"، بينها هجوم في باريس في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 أدى الى مقتل 130 شخصا.
والأسبوع الماضي فتحت فرنسا الباب أمام إعادة مواطنيها من سوريا، بعد أن كانت أكدت مسبقا أنه يجب محاكمة الجهاديين في المنطقة التي يحتجزون فيها، وألا يعودوا إلى فرنسا.
وذكرت الخارجية الفرنسية أن هدفها "تجنب فرار وانتشار هؤلاء الأشخاص الخطرين" مقرّةً بأن الوضع على الأرض يتغير بسبب الانسحاب الأميركي.
وتحدّث مصدر مقرب من الملف في فرنسا عن 150 جهادياً فرنسياً، 90 منهم دون سن الرشد.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر أمني فرنسي قوله إن فرنسا يمكن أن تستعيد 130 شخصا، فيما قال مسؤول فرنسي آخر إن هؤلاء يشملون 70 إلى 80 طفلا محتجزين مع أمهاتهم.
ومن بين من وصل مؤخرا إلى مخيم الهول شيماء (اسم مستعار)، وقد فرت من آخر جيب للجهاديين في شرق سوريا بدافع الجوع أكثر من الندم.
ويقع مخيم الهول في محافظة الحسكة (شمال شرق) في منطقة صحراوية قاحلة، وهو مخصص لعائلات تنظيم داعش.
تقول شيماء إنها ترغب في العودة إلى فرنسا لكنها لن تتنازل عن النقاب وحقها بمحاكمة عادلة. وحين تتحدث عن مقاتلي داعش تؤكد أنها لم تكن تتفق معهم.
وتضيف بلكنة تميز سكان الجنوب الفرنسي "لم يكن بإمكاننا أن نقول شيئاً، كان علينا أن نلتزم الصمت".
وشيماء في الثلاثينيات من عمرها، وقد هربت مع زوجها وأطفالها قبل نحو أسبوعين من آخر نقاط التنظيم وسلموا أنفسهم إلى قوات سوريا الديمقراطية.
وحكمت باريس العام الماضي على فرنسية زارت سوريا في 2015 مع أطفالها الثلاثة وتزوجت من عنصر في التنظيم، بالسجن سبع سنوات.
ولا تمانع شيماء بدورها "عقوبة سجن غير طويلة" تمكنها من مواصلة حياتها و"الاستمتاع" مع أطفالها "لأنهم كل ما بقي" لها بعد توقيف زوجها.
ألمانيا.. سحب الجوازات أم إدماج؟
أكثر من 1050 ألمانيا سافروا إلى سوريا والعراق منذ 2013، رجع ثلثهم، بحسب ما نشرته صحف ألمانية بناء على "بيانات استخباراتية".
ويتواجد حاليا في كل من سوريا والعراق حوالي 270 امرأة وطفلاً يحملون الجنسية الألمانية، لا تتجاوز أعمار الثلثين منهم ثلاث سنوات.
وطالب وزير داخلية ولاية بافاريا يوآخيم هيرمان، بسحب جوازات السفر من الجهاديين الألمان الذين يحملون أكثر من جنسية، والذين جرى أسرهم خلال العمليات القتالية.
أما وزير داخلية ولاية شمال الراين وستفاليا، هربرت رويل، فدعا إلى تقديم رعاية خاصة بمجرد عودتهم إلى ألمانيا، مستندا إلى خبرته في تدبير برامج إعادة إدماج الجهاديين السابقين.
لا قوانين في السويد
تبدي السويد ترددا كبيرا إزاء فكرة استعادة الجهاديين من مواطنيها لثغرات في قوانينها بهذا الصدد.
إذ لم يصدر قانون يعاقب من يلتحق بمنظمة ارهابية في الخارج، إلا عام 2016، وبالتالي فإن توجيه تهمة من هذا النوع لا تشمل من كان في سوريا قبل ذلك.
وفي ظل هذا العائق القانوني تفضل السويد عدم عودة نحو مئة من مواطنيها الجهاديين من سوريا، لأنها لن تكون قادرة على محاكمتهم.
وقال وزير الداخلية السويدي مايكل دامبرغ "لا بد من محاكمة السويديين الذين قاتلوا في صفوف تنظيم داعش في البلدان حيث هم".
بلجيكا تنتظر توصيات واشنطن
أحصت السلطات مغادرة أكثر من 400 راشد بلجيكي منذ 2012 بينهم 150 "لا يزالون ناشطين على الأرض" بحسب آخر الأرقام الرسمية.
يضاف إلى هؤلاء حوالي 160 من الأطفال والفتيان الذين يحمل أحد والديهم الجنسية البلجيكية، ولا يزالون في منطقة النزاع.
طالب القضاء البلجيكي الدولة في نهاية كانون الأول/ديسمبر بإعادة ستة أطفال بلجيكيين من مخيم الحول (شمال سوريا)، لأنهم يعتبرون في خطر، لكن الدولة استأنفت الحكم ولم تغير نهجها.
ويؤكد الموقف الرسمي أن السلطات تريد تسهيل عودة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عشر سنوات شرط إثبات أن أحد الأبوين بلجيكي. وتقول الحكومة "بالنسبة إلى الآخرين، نقوم بدراسة كل حالة على حدة".
وألمح وزير الخارجية والدفاع البلجيكي ديديه رينديرز على هامش اجتماع حلف شمال الأطلسي الأربعاء الماضي إلى أن الوضع قد يتطور إذا قدمت واشنطن توصياتها بوضوح أكبر حول إعادة الغربيين المعتقلين اليوم لدى قوات سوريا الديموقراطية.
فالمعادلة تغيرت مع إعلان الرئيس دونالد ترامب في كانون الأول/ديسمبر سحب القوات الأميركية من سوريا. ومن شأن ذلك أن يؤثر على قوات سوريا الديمقراطية التي تحتجز جهاديين ما يثير مخاوف من فرارهم.
أستراليا
أسقطت أستراليا الجنسية عن 11 شخصا على الأقل من الجهاديين، الذين يمتلكون جنسية أخرى، حيث يسمح القانون الأسترالي بإسقاط الجنسية عن المدانين بالإرهاب في حال كانوا يحملون جنسيتين.
وقد وقعت كانبيرا الاتفاقيات حول عديمي الجنسية ولا سيما اتفاقية 1961 الرامية إلى منع حالات انعدام الجنسية والحد منها تدريجيا.
الولايات المتحدة
قبل أربعة أعوام، انطلقت هدى المثنى من ولاية ألاباما الأميركية متوجهة إلى سوريا لتلتحق بصفوف داعش، حين كان عمرها 19 عاما.
وبعد أن اعتقلتها الوحدات الكردية في شمال شرق سوريا، طالبت المثنى بالعودة إلى الولايات المتحدة الأميركية، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن الأربعاء أنه أمر بمنع عودتها ومشيرا إلى أنها ليست مواطنة أميركية.
وبحسب والدها فإن إدارة أوباما كانت قد ألغت جواز سفرها الأميركي في رسالة إلى عائلتها في الخامس عشر من كانون الثاني/يناير عام 2016.
وأوضحت الرسالة وقتها أن والد هدى "كان يعمل دبلوماسيا داخل الولايات المتحدة حتى أول أيلول/سبتمبر من عام 1994، لكن السلطات الأميركية المختصة لم تبلغ رسميا بإنهاء خدماته حتى السادس من شباط/فبراير عام 1995، وبالتالي فإن هدى لم تكن ضمن اختصاص الولايات المتحدة عند ولادتها، وهي لذلك ليست مواطنة أميركية وفق التعديل الرابع عشر للدستور".
ما الحل؟
يقضي القانون الدولي لحقوق الإنسان بأن حق الدول في أن تقرر من هم رعاياها ليس حقاً مطلقاً، وأنه يجب على الدول، بصفة خاصة، الامتثال لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان فيما يتعلق بمنح الجنسية والتجريد منها.
تناول مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، التمتع بالحق في الجنسية وتفادي حالات انعدام الجنسية في عدة قرارات بشأن "حقوق الإنسان والحرمان التعسفي من الجنسية".
ودعت منظمة أنقذوا الأطفال "سيف ذا تشيلدرن"، "دول المنشأ إلى إعادة هؤلاء الأطفال وعائلاتهم بأمان بهدف إعادة تأهيلهم و/أو اعادة دمجهم"، مشددة على أن "الحالات المماثلة تتطلب الدعم للتعافي وإعادة التأهيل، وهو أمر غير متاح حالياً في مخيمات النازحين في سوريا".

المصدر: الحرة

مقالات ذات صلة

صحيفة بريطانية "الأسد أخفى أموالاً في بريطانيا تقدّر بـ163 مليون جنيه إسترليني"

مستشار ألماني يدافع عن اللاجئين السوريين "المندمجين" في ألمانيا ويهاجم اليمين المتطرف

الاتحاد المسيحي المعارض في ألمانيا يرفض استقبال لاجئين من سوريا

امريكا وفرنسا يتقدمان بمبادرة لاستئناف الحوار الكردي الكردي في سوريا

"التنظيم" يعلن عن هجومين له على مواقع "قسد" شرق سوريا

خسائر من ميليشيات إيران بهجوم شرق سوريا

//