بلدي نيوز – الحسكة (كنان سلطان)
انخرطت مُدن محافظة الحسكة كغيرها من المدن السورية في الثورة ضد نظام الأسد، منذ اندلاعها في آذار/مارس 2011، واستضافت النازحين من المحافظات السورية كافة.
أولى المظاهرات في المحافظة، انطلقت من جامع الفاروق وسط مدينة الحسكة يوم الجمعة 2011 في بداية نيسان/ابريل 2011، ما لبث أن تشكل في المحافظة نواة حاضنة للعمل الثوري من كافة مكونات أبنائها، تبلورت في إعلان تنسيقيات الثورية التي نظمت المظاهرات ووثقت الانتهاكات.
في تشرين الأول/ أكتوبر 2011، أعلن 16 حزبا كردياً ومجموعة من السياسين الكرد عن تشكيل المجلس الوطني الكردي، بهدف تنظيم العمل الثوري بين أبناء المكون الكردي في الحسكة، وتوحيد المواقف مع العرب في المحافظة.
على الطرف الأخر عمد نظام الأسد إلى قمع المظاهرات ووسمها بالصبغة العرقية، رغم مشاركة جميع أنباء المحافظة في الحراك السلمي المناوئ للأسد، ولخلق الظروف الموضوعية سهل عمل الاذرع العسكرية لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي".
وانكشف دور حزب الاتحاد الديمقراطي علاقته بالنظام شيئاً فشيئاً، بعد اغتيال المعارض السوري الكردي "مشعل تمو" في تشرين الأول 2011 بالقامشلي، حيث حمل سياسيون وناشطون كرد مسؤولية الاتحاد الديمقراطي عن اغتياله.
وسمح النظام لميلشيات الحزب "وحدات حماية الشعب وحماية المرأة" بإقامة معسكرات تدريب في الحسكة، في الأشهر الأولى من الثورة السورية، وانسحبت قوات النظام من مدينة عامودا وبلدة الدرباسية بعد تحرير معبر رأس العين في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، وسلمها لميلشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الذي ما لبث أن دخل في اشتباكات مع الجيش الحر في رأس العين، كما سلمهم حماية منشآت الشركة السورية للنفط بموجب عقود حراسة.
وتميزت مدينة عامودا بمظاهرتها في كل سوريا وتبادلت مع مدينة كفرنبل بريف إدلب التحيات بالمظاهرات، ولاقت اهتماما كبيرا من قبل وسائل الإعلام وأنشئ ناشطون صفحات على موقع التواصل الاجتماعي (فيبسوك) تحتفي بمظاهراتها.
وهاجم مسلحو حزب الاتحاد الديمقراطي نشطاء عامودا الذين تظاهروا لعشرة أيام مطالبين بإطلاق سراح معتقلين لدى الحزب، ما أدى لمقتل 6 مدنيين، كما اعتقل مسلحو الحزب أكثر من 85 شخصا وفرضوا حظراً للتجول، ومنع خطبة الجمعة في الاعتداء على المظاهرة.
على الضفة العربية، تميز حي غويران في مدينة الحسكة –الواقع تحت سيطرة الجيش السوري الحر- حتى أيلول/سبتمبر 2014، حيث كان الحي الوحيد الذي يرفع علم الثورة بعد سيطرة تنظيم "الدولة" على المحافظات الشرقية (دير الزور والرقة واجزاء من ريف الحسكة)، وخرج الجيش الحر من الحي باتفاق مع النظام بعد مهاجمته من قبل ميلشيا الوحدات الكردية وميلشيا الدفاع الوطني وقوات النظام.
الإدارة الذاتية
بعد تحرير معبر رأس العين الحدودي مع تركيا في تشرين الثاني 2012، حررت كتائب الجيش الحر مدينة الشدادي في 12 شباط/فبراير 2013، وقبلها معبر اليعربية، ثم حرر كل من مدينة تل حميس وبلدة تل براك ووصلت إلى مشارف مدينة القامشلي.
في نيسان 2014 أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي عن "إدارة ذاتية" في الحسكة، على الرغم من وجود النظام بالقامشلي والحسكة ومواقع عسكرية أخرى بالمحافظة، وفي أيلول من ذات العام أعلن عن التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة" والذي اعتمد على مسلحي "الإدارة الذاتية" في قتال التنظيم ما أدى لاتساع رقعة سيطرتها إلى مدينة الشدادي في شباط الفائت.
باتساع رقعة سيطرة مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي اتسعت ممارساتهم ضد كل من يعارضهم، وهذه ما أكدة تقرير لمنظمة العفو الدولية في تشرين الأول 2015، حيث أكدت أن مسلحي "الإدارة الذاتية" ارتكبوا جرائم حرب أثناء محاربتهم لتنظيم "الدولة" شمال شرق سوريا، تمثلت في حرق عدد من القرى العربية وتهجير أهلها منها.
في كانون الأول/ديسمبر 2015 أعلن عن تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" المكون بشكل أساسي من "الوحدات الكردية"، ثم شكل للتحالف العسكري تمثيل سياسي باسم "مجلس سوريا الديمقراطية"، ويتلقى التحالف دعما من الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي، فضلا عن دعم نظام الأسد ورسيا له.
وفي تطور جديد، تشهد مدينة رميلان بريف الحسكة اجتماعاً اليوم، لما يسمى بمجلس "روجآفا (غرب كردستان)" والذي من المنتظر أن يعلن اعتماده الفدرالية كنظام لحكم المناطق الشمالية من سوريا التي يسيطر عليها مسلحو الإدارة الذاتية.