بلدي نيوز
حلت أمس السبت الذكرى الـ37 لمجزرة حماة (وسط سوريا) التي اقترفها نظام رأس النظام السابق حافظ الأسد، وقتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين السوريين بذريعة القضاء على مسلحين تابعين لتنظيم الإخوان المسلمين، وتأتي هذه الذكرى بينما يعجز العالم عن محاسبة مرتكبي جرائم الحرب المرتكبة حديثا بسوريا.
يصادف اليوم الذكرى الـ 37 لمجزرة حماة التي نفذها نظام حافظ الأسد والتي تعتبرمن أفظع المجازر التي حصلت في تاريخ سوريا، لتكون شاهداً واضحاً وعلامة بارزة تدل على وحشية آل الأسد المستمرة حتى اليوم تحت مرأى العالم وسمعه.
وقتل في المذبحة آلاف المدنيين حيث وصل عددهم وفق التقديرات نحو 40 ألف مدني بالإضافة لفقدان حوالي 15 ألف مدني آخر لم يعرف مصيرهم حتى اليوم فضلا عن اعتقال عشرات الآلاف كما دمرت أحياء بأكملها كـحي الحاضر بالإضافة لهدم أكثر من 60 مسجداً و3 كنائس ما اضطر أكثر من 100 ألف نسمة للنزوح هربا.
ولم يتم فتح تحقيق حول مجزرة حماة ومحاسبة المتورطين بالمذبحة بحق المدنيين حتى اليوم رغم المطالبات الكثيرة والملحة بفتح تحقيق وتقديمهم للمحاكمة.
وكانت هذه المجزرة الأسوأ في تاريخ سوريا الحديث كما كان يعتقد قبل ثورة عام 2011 التي شهدت على مدى ثماني سنوات مجازر متنقلة ارتكبها نظام بشار الأسد، وأسفرت عن مقتل مئات الآلاف، بعضهم بالأسلحة الكيميائية، وتشريد ملايين آخرين هربوا إلى الدول المجاورة على غرار تركيا ولبنان والأردن.
ولم يتعرض الأسد الأب لأي محاسبة دولية على المجزرة التي قدرت مصادر عدد ضحاياها بنحو 35 ألف قتيل، في حين قالت مصادر أخرى إن أعداد الضحايا أكبر بكثير.
ورغم أن نظام حافظ الأسد نجح في التكتم لبعض الوقت على عملية الإبادة الجماعية بمدينة حماة، فإن الفظاعات الموثقة بصور تسربت بعد ذلك إلى العالم، مع أن تأثير وسائل الإعلام في ذلك الوقت لم يكن بقوة تأثيره اليوم.
وبمناسبة ذكرى مجزرة حماة، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض عبد الرحمن مصطفى، إن النظام في ذلك الوقت رد على الحراك المطالب بالتغيير والإصلاح بإبادة جماعية في حماة.
وأضاف أن ما جرى في حماة وصمت العالم عليه هو ما أوصل الأمور إلى ما وصلت إليه اليوم، في إشارة إلى الثورة التي انطلقت عام 2011، مؤكدا أن نظام بشار الأسد لا يختلف عن نظام أبيه.
وتابع أن الفرق المهم أن العالم اليوم يشاهد على الهواء مباشرة المجازر والجرائم، بينما كانت أجهزة المخابرات فقط هي التي تعرف ما يجري على الأرض في ثمانينيات القرن الماضي.
وعن المخرج من الأزمة الحالية، قال مصطفى إن الحل الوحيد هو الالتزام بمسار الحل السياسي وفق بيان جنيف والقرار 2254 لمجلس الأمن الدولي.
المصدر: وكالات+ بلدي نيوز