بلدي نيوز – (مرح الشامي)
لا صوت يعلو فوق صوت الحرية، فما إن هدأ أزيز الرصاص حتى صدحت حناجر آلاف السوريين المتعطشين للحرية بنداءاتٍ ظن العالم أن حمرة دماء السنين الخمس أرغمت السوريين على نسيانها.
سبع وأربعون نقطة تظاهر، خرجت اليوم في سورية في جمعة أطلق عليها السوريون جمعة "تجديد العهد".
جمعة جدد السوريون فيها عهدهم في المضي قدماً للإطاحة بالظلم الذي حكمهم بالحديد والنار على مدى أربعة عقود ونيف.
خرج آلاف السوريين في حلب وريفها وادلب واللاذقية ودرعا ودمشق وريف دمشق وحمص، رفعوا أعلام الثورة السورية بعد غياب طال لشهور، إثر القصف الجوي والصاروخي والمدفعي من جهة، وسياسة الحصار الذي تمارسه قوات النظام والمليشيات الداعمة لها من جهة أخرى.
في درعا "مهد الثورة"، خرج أهالي الحراك والجيزة ونوى والناصرية وبصرى الشام والطيبة، بمظاهرات حاشدة، مطالبين برحيل الاسد واسقاط النظام، وأكدوا على استمرار وصمود الثورة السورية في وجه أعداءها.
وفي الريف الدمشقي، خرج أبناء مدينتي سقبا ودوما وبلدة زاكية بمظاهرات حاشدة أكدت على مبادئ الثورة، فيما ندد البعض بخروقات النظام خلال الهدنة السارية حالياً من قبل الطيران الروسي وطيران النظام وميليشيات إيران.
وفي العاصمة، تظاهر أهالي حي القابون، منادين بإسفاط النظام وفتح الطرقات، وإيصال رسالة للأسد بأنهم مستمرون في ثورتهم حتى النصر.
وتظاهر أبناء حمص في حي الوعر المحاصر ومدينتي تلبيسة والرستن وبلدتي الحولة وتير معلة، مطالبين بإسقاط النظام، في ظل قرب تلك المناطق من خطوط التماس مع قوات النظام، التي لا تزال مدافعها تستهدف المدنيين بالرغم من الهدنة الهشة لوقف إطلاق النار.
كما خرجت ثلاث مظاهرات في كفرزيتا وقلعة المضيق في ريف حماة الشمالي، للتأكيد على استمرارية الثورة الشعبية في سوريا والتنديد بصمت المجتمع الدولي عن جرائم النظام والروس.
وفي الساحل السوري، خرجت مظاهرة في ريف اللاذقية الشمالي تجديداً للعهد وللتأكيد باستمرار الثورة السورية حتى اسقاط النظام.
وفي حلب شارك العديد من "قادة أحرار الشام" وقادة تجمع "استقم كما أمرت" في المظاهرات التي خرجت بعدة صلاة الجمعة، في كل من إعزاز وباب السلامة ومارع والأتارب في ريفي حلب الشمالي والغربي، وفي حي السكري والصالحين وأحياء أخرى بحلب، وأكدت المتظاهرون على استمرار الثورة حتى تحقيق أهدافها وأهمها إسقاط النظام.
كما خرجت مظاهرات ضخمة في ادلب في معرة النعمان وسلقين وكفرديان، كفرعويد وجرجناز،وجزانو ومعارة النعسان وسراقب وسرمدا، هتف المتظاهرون للحرية وغنوا لسورية الحرة بعيداً عن الأسد.
بلدي نيوز رصدت آراء الشارع السوري في مظاهرات جمعة تجديد العهد؛ حيث التقت بالعديد من الناشطين المشاركين بالمظاهرات.
صرح الإعلامي "أبو محمد الحوراني" في ريف درعا لبلدي نيوز، قائلاُ: "المظاهرات تحيي روح الثورة من جديد، وكأنها رصاصة في آذان النظام، الجمعة اليوم تحت مسمى (تجديد العهد)، لنجدد عهد الثورة ونحيي روحها من جديد".
بدوره، يرى الناشط الإعلامي "داني قباني" في ريف دمشق، أن "أهمية مظاهرات الريف الدمشقي تأتي من كونه الحزام المحيط بالعاصمة، فالمظاهرات فيها تحدي صارخ لنظام القتل الأسدي".
من جهته قال الناشط الإعلامي "عبد الله اللاذقاني" في ريف اللاذقية لبلدي نيوز: "هتف المتظاهرون لإسقاط النظام، وأكدوا أن جبل التركمان الذي يتعرض لمحاولة اقتحام من قبل قوات النظام بمساندة الروس، سيكون عصيا على قوات النظام".
وأكد الناشط الإعلامي "لؤي بركات" في ريف حلب، لبلدي نيوز، أن المظاهرات لم تقف منذ بداية الثورة، لكن التحولات التي مرت بها الثورة بشكل خاص ومدينة حلب بشكل عام، جعل التجمع من اجل التظاهر أمراً خطيراً على حياة الناس، لذلك نستغل الآن الهدنة لنؤكد على سلمية ثورتنا اصرارنا على مبادئ الثورة.