هل تجنب "خطة الجربا" شرق الفرات عملية عسكرية تركية؟ - It's Over 9000!

هل تجنب "خطة الجربا" شرق الفرات عملية عسكرية تركية؟

بلدي نيوز - (عمر حاج حسين)
تتربع معركة "شرق الفرات" الساحة السورية منذ مطلع الشهر الجاري، عقب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعزم بلاده تطهير تلك المنطقة من الوحدات الكردية، امتداداً من مدينة منبج بحلب حتى مدينة رأس العين في الحسكة، وسط خلافات بين أنقرة وواشنطن بشأن إطلاق عملية عسكرية.
وزادت حدّة التناحرات عقب كشف وكالة الأناضول التركية عن رسالة لمسؤولين أمريكيين إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والجيش السوري الحر، تتضمن تهديدا مباشرا في حال المشاركة بأي عملية تركية شرق الفرات، لأنها ستواجه الجيش الأمريكي بشكل مباشر.
خطة الجربا
مصادر موثوقة كشفت أن رئيس تيار الغد السوري أحمد الجربا، والذي كان يشغل سابقاً رئيس الائتلاف السوري المعارض، زار تركيا وبحث مع السلطات التركية، عملية شرق الفرات ومنطقة ما بين نهري دجلة والفرات، لمناقشة عرض مقترح موافق عليه أمريكياً، لتشكيل "جيش العشائر العربية" من قبله، لينتشر على طول الحدود "السورية - التركية" شرق الفرات، ولا يكون تابعاً لقوات سوريا الديمقراطية "قسد".
موقع "عربي 21"، نقل أن الجربا قدّم للجانب التركي مقترحاً لنشر "قوات النخبة"، الذراع العسكرية لـ"تيار الغد"، على طول الشريط الحدودي السوري- التركي.
وكان "تيار الغد السوري" أعلن، في 6 كانون الأول/ديسمبر، زيارة الجربا إلى كردستان العراق، ولقائه مستشار مجلس أمن الإقلیم مسرور بارازاني. وأوضح أن الجربا زار قريته تل غزال في ريف بلدة اليعربية في سوريا، واجتمع مع وجهاء عشائر المنطقة الشرقية لسوريا.
السيد فراس علاوي مدير موقع "الشرق نيوز" يقول لبلدي نيوز "أعتقد أن أحمد الجربا يسعى للتنسيق مع أنقرة وواشنطن لإبعاد الوحدات الكردية من منطقة شرق الفرات، وقد يكون البديل عن عملية عسكرية واسعة وسط خلاف أمريكي تركي حولها، ووسط مخاوف من تغير قواعد الاشتباك مع الفصائل التابعة للمعارضة".
وأضاف "إن دور الجربا هو رسالة أمريكية بايجاد حل وسط، تستخدم فيه أمريكا مقاتلين عربا في منطقة عازلة بين الحدود التركية ومناطق سيطرة قوات "قسد"، وبالتالي إيقاف التصعيد في المنطقة".
وتابع علاوي "الأمريكان حتى اللحظة مقتنعون بأن الأكراد هم حليف جاهز دائماً لخدمتهم في ظل غياب تنسيق واضح مع المكون العربي رغم إدراكهم بأنه لا مستقبل لقوات "قسد" في المنطقة،
كذلك حتى اللحظة الأمريكان لديهم اعتقاد راسخ بدور العشائر في المنطقة الشرقية".
وأضاف "اعتقد أن دور الجربا هو فكرة مستنسخة من التجربة العراقية، فالاعتماد عليه كزعيم عشائري، ويملك عناصر هم من أبناء المنطقة، مشيرا إلى أن الاقتراح الأمريكي يلقي الكرة بملعب الأتراك، إذا صحّت التسريبات حول تحذير واشنطن الفصائل المعارضة من الانخراط في العملية العسكرية".
وأشار إلى أن ذلك الخيار يُخفيف التوتر مع قوات "قسد" ومكوناتها ويسمح للأمريكان التفرغ لإنهاء وجود التنظيم (داعش) شرق الفرات، وبالتالي التفرغ للتدخل الإيراني والمليشيات الإيرانية.
واختتم حديثه لبلدي نيوز بالقول "أعتقد أن هناك دور آخر ستلعبه "قسد" في المنطقة يعتمد على توافق روسي أمريكي بما يخص الوجود الإيراني، وبالتالي فمن مصلحة الأمريكان إيقاف التهديدات التركية دون أن يتحول ذلك إلى صدام سياسي معهم".
وكانت وسائل إعلام نشرت أن القوات الأميركية قلصت وجودها في مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة، وانسحبت مع قوات "التحالف" والقوات الفرنسية من نقاطها في منبج بريف حلب الشرقي، وعين عيسى شمالي الرقة، وأن الانسحابات جاءت على خلفية وصول أرتال عسكرية تركية إلى الحدود السورية–التركية.
مواجهة عسكرية
يقول الرائد "يوسف حمود" الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني السوري لبلدي نيوز "إن عناصر الوحدات الكردية المتمثلة بحزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" غير قادرين على مقاومة الجيشين التركي والوطني، حيث ظهر عجزهم وضعف خبرتهم في وقت سابق في مدينة عفرين والتي تعني لهم أهمية كبيرة، حيث سحقوا فيها وخرجوا مذلولين، والآن هم لا يمتلكون القدرة على المواجهة لأنهم مجموعات إرهابية (لا تملك الحاضن) في المنطقة".
وأضاف "لقد ظهر تردّدهم وخوفهم بعد تصريحات "أردوغان" عن قرب المعركة في شرق الفرات؛ فتارةً يناشدون الأمريكيين ويهددون بالتخلي عن جبهات القتال مع تنظيم "داعش"، وتارة أخرى يطلبون التنسيق مع عصابات الأسد، مشيراً أنهم شعروا بقرب زوالهم من المنطقة ففقدوا صوابية القرار".
ولدى سؤاله حول احتمال تصادم القوات الأمريكية بالقوات التركية والجيش الوطني السوري، قال "لا أعتقد ذلك مطلقاً، وذلك من خلال التصريحات وطلبات القيادة الأمريكية بعد إعلان قرب معركة شرقي الفرات، فهم تارة يطلبون إنشاء نقاط مراقبة أمريكية في المنطقة وتارة يهددون الجيش الوطني مطالبينه بعدم الاشتراك في المعركة، حيث أفادت مصادرنا بأن القوات الأمريكية بدأت بنقل بعض قواعدها العسكرية من مناطق الحدود باتجاه العمق السوري".
وفي السياق ذاته، قال "الفاروق أبو بكر" القيادي في فرقة "المعتصم"، أحد فصائل الجيش الوطني السوري "إن مسألة الصدام بين الجيشين التركي والأمريكي مستبعدة؛ فتركيا وأميركا دولتان حليفتان في حلف الناتو والمعركة التي ستشنها تركيا بالتعاون مع الجيش الوطني السوري ستكون بالتنسيق مع الطرف الأمريكي والتصريحات التركية واضحة في ذلك الأمر".
وتابع "إن قاتلت قوات "قسد" واتخذت قرار القتال للنهاية؛ فلن يجدوا من الجيشين التركي والوطني إلا الحزم والقوة والضرب بيد من حديد ولنا في معركة غصن الزيتون أكبر شاهد ومثال".
وكان الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" صرّح الأربعاء، أن القوات التركية ستبدأ عملية ضد الوحدات الكردية شرق نهر الفرات في سوريا.
وقال أردوغان، "أكملنا الاستعدادات اللازمة في الوقت الذي كنَّا نصدر التحذيرات حول شرق الفرات" مؤكدا أن تركيا ستبدأ في غضون أيام حملة لتخليص منطقة شرقي الفرات في سوريا مما أسماه المنظمات الإرهابية في إشارة إلى الأذرع العسكرية التابعة لحزب "ب ي د"، مشيرا إلى أن الحملة لن "تستهدف القوات الأمريكية، هدفنا هو العناصر الإرهابية النشطة في المنطقة".
وبعد تصريحات أردوغان، أرسلت تركيا عشرات الآليات العسكرية إلى حدودها مع سوريا وخاصة في المناطق المحاذية لمنطقتي تل أبيض ورأس العين.

مقالات ذات صلة

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

أردوغان: لدينا تواصل مستمر مع الإدارة الجديدة في سوريا

واشنطن"دبلوماسيون كبار من إدارة بايدن سيزورون دمشق"

تجار هولنديون يبدون رغبتهم لتجديد تجارتهم في سوريا

قسد تقترح حلا لمدينة عين العرب شمال شرق حلب

مشروع خط غاز "قطر - تركيا" يعود إلى الواجهة من جديد

//