بلدي نيوز- (ليلى حامد)
عشقها محمد خلال دراستهما في حمص منذ 25 وعشرين عاماً، تيماء التي كانت مخطوبة لأحد أقاربها دون إرادتها، وبعد دخول العشق إلى قلبها بمعرفتها بمحمد فسخت خطوبتها، ووقفت بوجه أهلها حتى حملت العائلة على الرضوخ لرغبتها.
تقول تيماء في حديثها لبلدي نيوز، "درسنا معاً في معهد أهلية التعليم بحمص، وتبادلنا نظرات المحبة والهوى، بادر محمد إلى خطبتي، قوبل الأمر بالرفض من عائلتي خوف الغربة، لأنه من مدينة إدلب البعيدة عن مدينتنا حمص، نصحني والدي كثيراً برفضه دون جدوى خاصة أنّ والدي يمنحنا مساحة من حرية تقرير مصيرنا، ولكن قلبي قد تعلق به وكفى".
تتابع تيماء، "تزوجنا وعمّت السعادة حياتنا وذاع صيت انسجامنا وتفاهمنا، ورزقنا بخمسة أولاد ابنتان وثلاثة صبيان، وعملنا سوية، وتمكّنا من بناء بيتٍ كبيرٍ يأوينا، ولم أمسك راتبي يوماً عن زوجي، لدرجة أنني لا أملك تفويضاً بصرف المال مطلقاً".
مع مرور الزمن أخذت الخلافات الزوجية طريقها إلى حياتنا، بسبب بخل الزوج وتعنته، وقتله للغة الحوار معي ومع الأولاد، وأصبحت اللغة السائدة بينهما لغة الأمر والقوة واستخدام العنف والضرب لمجرد سؤاله عن أمرٍ ما، وعدم تقبل الرأي الآخر، حسب وصفها.
وتسرد تيماء لمراسل بلدي نيوز بعض المواقف التي كانت تدور بينها وبين زوجها، "عند دخوله إلى البيت يترك الأولاد غرفة الجلوس، حتى لا يسمعان مشاكلنا وما أكثرها وكأنني أتعرف عليه من جديد وأسائل نفسي كيف لإنسان أن يتلون ويتغير بهذه الطريقة؟.. علمت من صديقاتي المعلمات أنّ زوجي يسعى للزواج من امرأة أخرى، مؤكدين لي صدق الإشاعة بالدليل القاطع، وعندما واجهته بما سمعت لم ينكر ما ينوي الإقبال عليه، متذرعا بتقصيري معه وإهمالي له وانشغالي بأولادنا على حساب سعادته الزوجية".
تتابع تيماء في وصف مواجهتها لرغبته الزواج بغيرها، "لم أتمكن من ثنيه عن رغبته بالزواج من امرأة ثانية، وبقي الأمر بين شد وجذب إلى أن بدأ الحراك الثوري في سوريا عام 2011، فلاذ محمد بالفرار إلى ألمانيا، وترك لنا ديونا علينا سدادها بدلاً منه.. هاجر تاركا وراءه الديون المالية ومسؤولية الأولاد الذين كبروا وازداد مصروفهم، هاجر حتى دون كلمة وداع طيبة، ودون أن يحثني على الصبر على بعده، كان أنانيا ولا يفكر سوى بمصلحته الشخصية".
لدى سؤال مراسل بلدي عن تواصل زوج تيماء معها. أجابت، "مرّ شهران متتاليان دون اتصاله بنا، فأصبت بخيبة أمل كبيرة؛ الأمر الذي جعلني أتصرف وكأنني أرملة، حظرت رقم زوجي، ثم حذفته، وكان ذلك سبباً في اتخاذي قرارات دون الرجوع إليه".
تقول أم خالد جارة تيماء، "كيف للحب أن يتحول إلى بغض وكراهية؟ كيف للعشق أن يتحول إلى مقت عجيب والله نحن بزمن كل شيء فيه جائز.. بدأت رحلة معاناة الزوجة تيماء مع أولادها، فابنها الكبير ترك جامعته وهاجر إلى تركيا لينفق على نفسه، أما ابنتاها فتزوجتا من الأقارب، ولم يكلف الأب نفسه حتى أن يبارك لهن على الهاتف، فبعد سفره لا يتصل بأسرته ولا بزوجته مطلقاً، والابن الثاني الذي كان سند أمه رغم أنه لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره مات في حادث مروري مؤلم؛ الأمر الذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير".
حتى بعد وفاة ابنه لم يتصل بزوجته ليطيب خاطرها ويشعرها بوجوده رغم الغياب، بل اكتفى بالاتصال بأهله يستوضح عن سبب وفاة ابنه وحزن كثيرا حسب رواية أهل الزوج، وفق ما قالته أم خالد.
خرج الحب من قلب تيماء لدرجة نسيانها لرجل أنجبت منه خمسة أولاد، انكفأت على نفسها لتربي ابنها أحمد البالغ من العمر عشر سنوات، وعند زيارتها لأخفف عنها أرى أنّ الحزن فرش أجنحته على قلب تيماء البسيطة خاصة بعد زواج زوجها من امرأة سورية مهاجرة أيضاً، لتطوي تيماء سيرة إنسان أناني تندم على اللحظة التي تعرّفت فيها عليه، وخاصة أنها لم تعد تتقاضى راتباً لتعيل نفسها وأولادها بل تعيش على ما يحولّه أبوها وأخوها الطبيب المسافر أيضاً من مبالغ مالية بسيطة، حسب أم مصطفى جارتها الأخرى.
وتختم تيماء حديثها بجملة من العبارات التي تعاتب فيها الإنسان ككل وكيف يتلون قلبه على عكس الفطرة التي خلق عليها فتقول، "في لحظة ما، في زمن ما... يتحول الحب إلى بغض، والطيب إلى لؤم، والخير إلى شر، ويخلع الإنسان رداء إنسانيته، لأهوائه ومصالحه الخاصة. ما بنا نحن البشر نضرب بمشاعر الناس عرض الحائط متناسين الرحمة والأخلاق والطيب الذي جبلنا عليه، لا أستطيع تفسير ما حدث ويحدث في عالم ساد فيه حب المادة والمصالح".