صحيفة غربية: صفقة الأسلحة الكيميائية بين الولايات المتحدة وروسيا كانت تتضمن فوز الأسد - It's Over 9000!

صحيفة غربية: صفقة الأسلحة الكيميائية بين الولايات المتحدة وروسيا كانت تتضمن فوز الأسد

Atlantic – ترجمة بلدي نيوز

نشر الصحفي والكاتب شادي حميد مقال عام 2013، في صحيفة أتلانتيك الأمريكية تحت عنوان "صفقة الأسلحة الكيماوية بين أمريكيا وروسيا فوز للأسد"، توقع فيه ما يحدث على الساحة السورية في أيامنا هذه.
وقدم الكاتب سيناريو لما يمكن أن تسير عليه الأحداث في الساحة السورية، بعد إبرام الصفقة بين الولايات المتحدة وروسيا، مؤكداً أنها نصر للأسد.

نص المادة مترجم
قد تكون الصفقة التي أجراها أوباما مع روسيا بما يتعلق بالأسلحة الكيماوية هو "فوز" بالنسبة للرئيس الأمريكي أوباما ولكن فقط في أضيق معانيه، فقد تمكن من تجنب حرب حاول جاهداً عدم التدخل فيها، مع تركيز شبه استحواذي على استخدام الأسلحة الكيميائية، دافعاً القضايا الجوهرية على الرف، وكان الصراع يحتد أو يبقى على وضعه _ فالنظام السوري عازم على قتل وترويع شعبه في حرب وحشية تمتد إلى بقية دول المنطقة، وتأجج الفتن الطائفية وتزعزع استقرار جيران سورية.
من جانبه، كوفئ الرئيس السوري بشار الأسد لاستخدام الأسلحة الكيميائية، بدلاً من "معاقبته" كما كان مقرراً، وتمكن من إزالة تهديد الولايات المتحدة بالقيام بعمل عمل عسكري ضده، في حين أنه قدم القليل جداً بالمقابل.
وقد حجبت عن المناقشات التي جرت في الأسابيع الماضية _ أن الأسلحة الكيماوية لم تكن أبداً الاستراتيجية العسكرية الرئيسية للنظام السوري فهو لا يحتاج إلى استخدامها، وبعبارة أخرى، حتى لو كان النظام لا يلتزم مع عمليات التفتيش (والتي يمكن أن تستمر لشهور إن لم يكن سنوات)، فسوف يكون تأثيرها بسيطاً على حرب أوسع نطاقاً، لا يزال الأسد مصمم على الفوز بها.
بل إن الأسد يجد نفسه في موقف أقوى الآن، طالما أنه يستطيع فعل ما يريده دون محاسبة، طالما التزم باستخدامه الأسلحة القديمة التقليدية والتي هي على عكس الكيمائية _ المسؤولة عن الغالبية العظمى من قتلى السوريين، أي أكثر من 100.00 ألف حتى الآن.
ولو قلنا أن الأسد سيكثف فقط من قصفه للقرى والمدن السورية باستخدام الطائرات والمدفعية! ولكن ماذا عن المزيد من عمليات الإعدام والمجازر والذبح العشوائي التي ترتكب من قبل قواته؟ ما رأيناه بالفعل أمر فظيع، وبطبيعة الأحوال ليس أسوأ مما يمكن للأسد القيام به باستخدام الأسلحة التقليدية.
لقد لعب الأسد ومناصروه الروس على استغلال ضعف أوباما ورغبته في إيجاد أي وسيلة لتفادي العمل العسكري، ورغم وجود التهديد العسكري، إلا أنه كان ضعيفاً وغير موثوق به تماماً، وهذا ما أكدته الأحداث الاخيرة، فالأسد ما زال في السلطة، ويقوم بحربه ضد الشعب السوري، أما قبل "الصفقة" فكان الأسد على الأقل  قلقاً حول إمكانية التدخل العسكري ولذلك كان حريصاً على معدل قتل يومي "متوازن" لشعبه وفقاً لذلك.
وطالما يبدي الأسد مظهر الملتزم باتفاق الأسلحة الكيميائية فهو سيكون بمأمن، ولذلك كان التركيز على الأسلحة الكيميائية، كما وصفه البعض "شائناً" كونها ليست السلاح الوحيد الذي يستخدمه الأسد في قتل الشعب السوري، ولأنها تركز على الطريقة في القتل _ بدل القتل في حد ذاته.
وكما كتبت قبل أشهر: لقد أرسل تهديد أوباما "الخط الأحمر" رسالة مثيرة للقلق _ وهي أن أي شيء أقل من الأسلحة الكيمائية مسموح به في الذبح الجماعي المتواصل للمدنيين السوريين، والآن يتم تعزيز هذه الرسالة مجدداً، فما كان ينبغي أن يكون تحركاً دولياً لمساعدة سورية نحو حل الصراع المأساوي ، تحول إلى لعبة (قط وفأر) على الأسلحة الكيميائية.
ومن الصعب أن نتصور أن يعود أوباما إلى الكونغرس والشعب الأميركي في وقت ما في المستقبل القريب، ويقدم حالة مختلفة تماماً عن الأسلحة الكيميائية، وذلك بأن يفعل شيئاً لإيقاف المجازر الجماعية وتغيير التوازن العسكري على أرض الواقع.
هذا ما لم يفعله أوباما وكبار المسؤولين هذه المرة، فكيف سيبررون تقاعسهم بعد ثلاثة أو أربعة أشهر من الآن؟ طالما يقوم الأسد بدور الملتزم باتفاق الأسلحة الكيماوية، وهو بالتالي في مأمن، ويحق لأي شخص التفكير بأن هذه كانت خطة الأسد طوال الوقت، لاستخدام الأسلحة الكيميائية كطعم، والموافقة على عمليات تفتيش بعد استغلالها، ومن ثم العودة إلى القتل التقليدي.
وبالتأكيد إنه لمن المشكوك فيه أن يكون بشار الأسد ذكياً، ولكنه كان ذكياً بما يكفي لاستغلال التردد الأمريكي في مصلحته، وحتى فيما يتعلق بموضوع الأسلحة الكيميائية والتي بدت الولايات المتحدة على الأقل أكثر إصراراً عليها من أي شيء آخر لتطبيق المعيار الدولي ضد استخدامها، بقيت رسالة امريكا للأسف غير واضحة، لدرجة أن بعض اللاعبين الأقوياء على الساحة الدولية باتوا يراقبون هذه الحلقة من ضعف الولايات المتحدة، ليقرروا ما إذا كانوا يستطيعون استخدام الأسلحة الكيميائية أم لا، بل هو افتراض مشكوك إلى حد ما، والأرجح أنهم تعلموا الدرس التالي: إن نجح استخدام الأسلحة الكيمائية مع الأسد بشكل جيد، فلماذا لا تنجح معنا؟

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//