بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)
أعلن المجلس العام لما يسمى "الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا" عن تشكيل حكومة فيدرالية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" شمال وشرق سوريا، وتضم تسع وزارت "هيئة الداخلية، وهيئة التربية والتعليم وهيئة الاقتصاد والزراعة وهيئة المالية".
وعن الموضوع، قال الصحفي السوري، همبرفان كوسه، "لا أعتقد إن "قسد" تقوم بتحرك سياسيّ على الأرض بدون توجيه مُباشر من قوات التحالف الدولي لمُحاربة تنظيم داعش، وبدعم منه".
وأشار "كوسه" بحديثه لبلدي نيوز، إلى أن "مسألة تشكيل حكومة شمالي وشرقي سوريا؛ فإنها تضمُّ عدة رسائل سياسيّة واضحة، أوّلها أن مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) -الذراع السياسية لقوات قسد- هو من قام بتشكيل الحكومة، وهذا يحدث للمرة الأولى، بمعنى أن حركة المجتمع الديمقراطي (يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) صارت جهة شكلية في إدارة مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وستتجه إلى العمل المدني، أكثر من السياسيّ، والقيادة السياسيّة صارت بيد مجلس سوريا الديمقراطية بشكلٍ كامل. ثانياً، تشكيل الحكومة وتعيين عاصمتها في بلدة تابعة لريف الرقة له دلالات إضافيّة، أوّلها الدعم الدولي المُستمر لملف مناطق سيطرة تنظيم داعش السابقة، والدعم لهذه المنطقة من قبل الدول الّتي ترفض دخول فصائل المُعارضة السوريّة والجيش التركيّ، لأسباب مُتعلقة بتركيا وهذه الدول".
واعتبر أن في تشكيل الحكومة الفيدرالية "رسالة غير مُباشرة للتفاوض مع حكومة النظام السوريّ، لأنّ الشَكل المُعلن للإدارة الذاتية الحالية، هي اللامركزية الإدارية ولكن بشكل أكثر توسعاً، وهذا الشكل مقبول من النظام والمُعارضة، وفقاً لتصريحاته، وظنيّ أنّها رسالة في هذا الاتجاه يأتي من سببين: الأول تشكيل الحكومة بدون هيئة الدفاع وهيئة الخارجية، وهذا يعني أن قوات (قسد) لن تبقى قوى مُستقلة، وسيتم ضمها الجيش السوري، لا أعلم شكله، وغير واضح، والسبب الأخر، هو التخلي الصريح والواضح لمجلس سوريا الديمقراطية وحركة المجتمع الديمقراطي عن مشروع الفيدرالية واختصاره بإدارات ذاتيّة مجتمعة في حكومة واحِدة تُدير مناطق شمالي وشرقي سوريا".
وعبّر عن اعتقاده "أن الولايات المتحدة هي من تدفع مجلس سوريا الديمقراطية إلى تشكيل هذه الحكومة، وهي من دفعتها إلى التفاوض مع حكومة النظام السوري، وأظنُّ أنّ مصلحة الولايات المتحدة تكمن في ذلك؛ ووجودها واضح في الحكومة، خاصة وأن مشاريع الإدارة الذاتية، سواءً مشروع الفيدرالية أو مشروع الإدارة الذاتية نفسها، كانت مقتصرة على الشمال السوري ومناطق التواجد الكُردي، لكن تغيير الاسم إلى "شمالي وشرقي سوريا"، يدلُّ على أنّ الولايات المتحدة باقية في محافظة دير الزور، لمنع تقدم النفوذ الإيراني ووقفه".
بدوره، اعتبر الصحفي السوري فراس علاوي، أن هدف "قسد" من تشكيل الحكومة، أمران هما: الأول توجيه رسالة إلى الأطراف التي تعاديها وهما بشكل أساسي تركيا وفصائل المعارضة ونظام الأسد، من خلال فرض سياسة أمر واقع بالمناطق التي تسيطر عليها، أما الرسالة موجهة إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الذي يدعمها على الأرض للإيحاء له على أنها عبر هيئاتها ومؤسساتها تستطيع إدارة مناطق شمالي شرقي سوريا.
وعبّر "علاوي" عن اعتقاده أن التحالف لم يدفع باتجاه تشكيل حكومة فيدرالية من قبل "قسد"، مشيرا إلى أن التحالف يرغب بخلق أرضية اجتماعية، وصناعة مزيج بين قوات "قسد" والحاضنة الاجتماعية بالمناطق التي تقدمت فيها "قسد"، خاصة بمناطق يعد فيها العنصر الكردي جديدا مثل دير الزور، وهذا عكس الرقة والحسكة ، وبالتالي أمريكا التي تقود التحالف تريد دمج العنصر العربي في "قسد" من أجل المساعدة في خلق بيئة مناسبة لاستقرار المنطقة.
وعن المفاوضات قال علاوي، إن تشكيل الحكومة الفيدرالية من قبل "قسد" يقدم رسالة للنظام أنهم قادرون على إدارة المنطقة وحدهم وأنها لا ترغب أن تكون تابعة لنظام الأسد، وبالتالي سوف يتطور ملف المفاوضات بتأثير بموقف حلفاء النظام وهما الروس والإيرانيون، حيث يمكن أن تتقبل موسكو سيطرة "قسد" ضمن اتفاق معين، لكن هذا قد لا يرضى طهران التي قد تحاول خلط الأوراق.
يشار إلى مجلس سوريا الديمقراطية وهو الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا، والتي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الرئيس، كان أعلن عن تأسيس "الإدارة الذاتية المشتركة في شمال وشرق سوريا" يوم 6 أيلول الماضي.
وكان ما يسمى بـ"المجلس التأسيسي للنظام الاتحادي الديمقراطي" أعلن في آذار / 2016 بدء ما سماه (الحكم الاتحادي الفيدرالي) في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.