بلدي نيوز - الرقة (محمد عثمان)
أطلق أهالي مدينة الرقة، خلال الأسبوع الماضي، حملة شعبية لتنظيف مدارس المدينة من الركام والأتربة والكتل الاسمنتية المهدمة، بفعل القصف العنيف الذي طال معظمها في المعركة التي جمعت بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) والتحالف الدولي من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة ثانية، منذ سنة.
ومع بدء الموسم الدراسي الجديد، بدأ عشرات الأطفال وفرق من المدنيين المتطوعين بالعمل على تنظيف بعض المدارس في المدينة، وإزالة الأوساخ والأتربة والسواتر الحجرية والترابية وتنظيف الصفوف الدراسية، لتوفير الحد الأدنى من الظروف المناسبة لعودة المدارس والبدء بتدريس الأطفال بعد سنوات من سياسة التجهيل التي اتبعها "داعش في المحافظة.
يقول "عدنان"، وهو أحد المدرّسين، في حديث لبلدي نيوز، إن "مدرستنا تعاني من إهمال خدمي كبير، كسائر المدارس في المنطقة، حيث تتراكم السواتر الترابية داخل صفوف الطلاب وفي ممرات المدرسة، في حين يعمل عدد من المعلمين يرافقهم عدد من أبناء الحي من الشباب والأطفال، على تنظيف المدرسة من مخلفات المعارك الطاحنة التي جرت في المدينة".
وأضاف "تنظيف المدارس عمل شاق للغاية، ورغم ذلك الكثير من المدارس يتم تنظيفها بجهود المدنيين من أهالي وسكان المدينة، ونحتاج لآليات ثقيلة لرفع الأنقاض وإزالة السواتر وطمر الحفر، كل ذلك وسط غياب تام لما يسمى لجنة التربية التابعة لمجلس الرقة المدني التابع بدوره لسلطة الأمر الواقع (قسد)".
بدوره، يقول "ع - ق" من أبناء منطقة (التعمير)، لبلدي نيوز "تبرعنا بمبلغ 500 ليرة سورية لكل طالب، من أجل إعادة ترميم مدرسة ذات الصواري، حيث أن قسد لا تلتفت لمثل هذه الأمور، وهي مشغولة بترويح نفسها إعلامياً، بينما نعيش نحن وأطفالنا في بؤس حقيقي".
وأضاف "فعلنا ذلك بعد تقديم شكوى لمجلس المدينة المدني، وجاء الرد بعد شهر بأن المدرسة غير صالحة للتدريس، دون أن يقدموا لنا أي حل بديل، لحل مشكلة تعليم أولادنا وبناتنا، ولا نجد الأوضاع آمنة بما فيه الكفاية لنرسلهم لمدارس بعيدة، ولذلك قررنا تنظيف المدرسة وإحيائها من جديد بالأدوات المتوفرة لدينا".
يُذكر أن عدة منظمات دولية وبدعم من التحالف الدولي، دعمت لجنة التربية والتعليم التابعة لـ"مجلس الرقة المدني" التابع لـ"قسد" بأموال طائلة لتحسين الوضع التعليمي في الرقة، وبـ ١٢٠٠٠ مقعد دراسي، بيد أن لجنة التربية لم تحرك ساكناً، في حين يقول بعض أهالي المدينة أن المساعدات المالية تُصرف على الحفلات والمهرجانات والدعاية الإعلامية لـ"قسد" وعمودها الفقري "حزب الاتحاد الديمقراطي" (ب ي د).