Express News – ترجمة بلدي نيوز
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متهم بأنه يأمر الطائرات الحربية الروسية بقصف مناطق مدنية في سورية دون أي رحمة حتى تتفاقم أزمة اللاجئين السوريين بأعداد ضخمة، لهدف نهائي يتمثل في انهيار بروكسل.
وبما أن مشروع الاتحاد الأوروبي في حالة يرثى لها، سيستطيع بوتين أن يفي بالهدف المعلن له بإعادة تأسيس الهيمنة السوفيتية في أوروبا الشرقية، الأمر الذي قد بدأ مع الغزو الروسي لشرق أوكرانيا في عام 2014.
هذه الاتهامات ضد الرئيس الروسي، كانت قد أثيرت من قبل الملياردير جورج سوروس، الشهر الماضي، حيث حذر من أن أزمة المهاجرين سوف تؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار الاتحاد الأوروبي.
وكان رجل الأعمال والسياسي الذي يحظى باحترام كبير، قد فجر مفاجأة من العيار الثقيل حين حذر الشعوب الأوروبية في مقال كتبه_ بأن سياسيهم يكذبون عليهم بشأن نوايا السيد بوتين والذي باتوا يصفونه "كحليف محتمل" في المعركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، واعتبر سوروس أن "الجهاديين الإسلاميين ليسوا من يمثلون الخطر الأكبر على القارة الأوروبية، بل الرئيس الروسي الذي يتلاعب بمكر بأزمة المهاجرين المتصاعدة".
وقال سوروس: "إن هدف بوتين في الوقت الحالي هو تعزيز تفكك الاتحاد الأوروبي، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي بإغراق الاتحاد الأوروبي باللاجئين السوريين، ومتى وجد بوتين الفرصة لتسريع تفكيك الاتحاد الأوروبي فهو سينتهزها "، وأضاف: "الحقيقة هي أن بوتين والاتحاد الأوروبي في سباق مع الزمن: والسؤال هو من منهما سينهار أولاً".
وأردف: "والطريقة الأكثر فعالية ليتجنب بوتين انهيار نظامه هي عن طريق التسبب في انهيار الاتحاد الأوروبي بشكل عاجل، وبالتالي لن يستطيع الاتحاد الأوروبي الحفاظ على العقوبات التي فرضت على روسيا بعد توغلها في أوكرانيا، على العكس من ذلك، فإن بوتين سيكون قادراً على الحصول على فوائد اقتصادية كبيرة من تقسيم أوروبا واستغلال الاتصالات مع المصالح التجارية والأحزاب المناهضة لأوروبا المزروعة بعناية من قبله".
كما يعتقد سوروس أن الرئيس الروسي يتنكر بالحملة الصليبية ضد تنظيم "الدولة"، فيما يعمل سراً على زيادة أزمة اللاجئين نتيجة قصفه المناطق المدنية في سوريا، وفي مقال لموقع مشروع النقابة كتب: "لقد قامت الطائرات الروسية بقصف السكان المدنيين في جنوب سوريا وإجبارهم على الفرار إلى الأردن ولبنان، كما أطلقت روسيا هجوماً جوياً واسع النطاق ضد المدنيين في شمال سوريا، وأعقب ذلك هجوم بري من قبل الجيش الرئيس السوري بشار الأسد ضد حلب، المدينة التي كان فيها مليوني نسمة، وهذه الأعداد الكبيرة من العائلات التي شردت لن تتوقف عند تركيا بل ستتجه لأوروبا".
وأضاف سوروس: "من الصعب أن نفهم لماذا كل من قادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يستمعون لما يريد بوتين بدلاً من الحكم عليه من خلال سلوكه، و التفسير الوحيد الذي يمكن أن نجده هو أن السياسيين الديمقراطيين يسعون لطمأنة جماهيرها من خلال رسم صورة أكثر إيجابية تبرر الواقع".
سوروس، الذي ينحدر من المجر، هو واحد من 30 أغنى الرجال في العالم، وقد حذر أن بوتين أكثر خطورة بكثير على المجتمع الأوروبي من تنظيم الدولة، وأن الاتحاد الاوروبي "على شفا الانهيار" بسبب "تشويش" القادة الأوروبيين بشأن أزمة المهاجرين الجارية.
وجاءت تصريحاته وسط الارتباك والفوضى على استجابة أوروبا لأزمة المهاجرين، أزمة لا تظهر أي علامة على التراجع رغم الشتاء المتجمد، فقد وصل أكثر من مليون مهاجر إلى أوروبا من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العام الماضي، مع أربعة ملايين إضافية ستدخل القارة في غضون السنوات القليلة المقبلة.
وقد انخفضت مخططات التوطين كثيراً بسبب حالة الفوضى، ولأن الكثير من الدول الأوروبية رفضت تحمل مسؤوليتها تجاه اللاجئين، في حين أن منطقة التنقل الحر "شنغن" هي على وشك الانهيار بعد انسحاب النمسا منها، مع تهديد دول أخرى على أن تحذو حذوها.
وفي الوقت نفسه، تستعد بريطانيا لاستفتاء في المستقبل القريب على عضويتها في الاتحاد الأوروبي المكون من 28 دولة، مع أكثر 100.000 شخص قد أعلنوا عزمهم على التصويت ل Brexit أي "عدم انضمام بريطانيا للاتحاد" وذلك من خلال استطلاع على Express.co.uk.