بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
بدأت تتكشف تفاصيل زيارة وزير خارجية النظام، وليد المعلم، إلى موسكو قبل أيام، والتأكيد على عودة اللاجئين السوريين إلى "الوطن"، أعقبه إعلان روسيا اليوم الأربعاء، عن نيتها عقد "مؤتمر تاريخي" حول عودة اللاجئين في قلب العاصمة دمشق ودعوة الدول المعنية إليه، كل ذلك يأتي في الوقت الذي فشلت فيه روسيا بإقناع باقي الأطراف بعودة اللاجئين إلى سوريا.
ففي الوقت الذي يقف فيه النظام عاجزاً عن إعادة الحياة والخدمات للمناطق التي دمرها وهجر أهلها؛ يطالب بإعادة اللاجئين ويدفع بدعم وتوجيه من روسيا لتمكين هذا الملف على حساب الملفات الأخرى، لاسيما ما يتعلق بالانتقال السياسي في سوريا.
وتهدف روسيا من هذه الورقة دفع الدول الغربية لإعادة الشرعية للنظام، واستغلاله للحصول على أموالهم لإعادة الإعمار والمساهمة في تكاليف الحرب الباهظة التي تكبدتها روسيا في وقوفها إلى جانب "الأسد".
وفي هذا السياق؛ أعلن رئيس المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع، الفريق أول ميخائيل ميزينتسيف، اليوم الأربعاء، أن مؤتمرا تاريخيا حول عودة اللاجئين سيعقد في سوريا، حيث ستتم دعوة الدول المهتمة والأمم المتحدة لحضوره.
وعبر عن أمله ميزينتسيف خلال جلسة هيئة التنسيق الوزارية المشتركة لإعادة اللاجئين إلى الأراضي السورية، بالمشاركة المباشرة من قبل كل الدول والمنظمات الدولية، وأولها هياكل منظمة الأمم المتحدة، إذ يرى أن هذا المؤتمر هو "حدث تاريخي".
وبحسب ميزينتسيف؛ سيسمح المؤتمر بجمع سفراء النوايا الحسنة من الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين، حول طاولة مستديرة واحدة، وتوحيد الجهود في إعادة الحياة السلمية إلى هذا البلد، في حين أن موعد انعقاد هذا المؤتمر وصيغته لم تحدد بعد.
وبدت موسكو غاضبة تجاه المواقف الأمريكية والأممية والأوروبية، التي وقفت في وجه خطة روسيا الرامية لتسويق مكثف لملفي إعادة اللاجئين وإعمار سوريا، للإيحاء بأن روسيا انتصرت في سوريا وللقول "ها هم اللاجئون السوريون يعودون إلى سوريا ويعاد إعمارها والبلاد أصبحت آمنة"، وإزاء ذلك وزعت موسكو انتقادات في كل الاتجاهات.
وتريد روسيا من خلال هذه البوابة توجيه رسالة إلى اللاعبين الأوروبيين على وجه الخصوص، ولاسيما العواصم المعنية بما يحدث في سوريا، أن الحرب قد انتهت أو أوشكت على نهايتها، وأنه بات لزاماً التعامل مع الأسد "المنتصر" والمساهمة في إعادة الإعمار.