بلدي نيوز - (محمد العثمان)
فصلت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، صباح اليوم الأحد، عددا من الممرضين من مركز "المشلب" الطبي وذلك عقب قيامهم بالافصاح للإعلام عن حقيقة والعدد الكبير لحالات التسمم التي حصلت داخل مدينة الرقة يوم أمس السبت.
وقال مراسل بلدي من داخل مدينة الرقة: "إن قوات قسد أمرت الممرضين والأطباء والعاملين في المجال الطبي بعدم الافصاح عن أسباب التسمم الحقيقية وأن يقولوا للمواطنيين أن التسمم نتيجة لتناولهم أطعمة من مطعم "الحاضري" في حي الثكنة في مدينة الرقة.
وأضاف أن "مجلس الرقة المدني" التابع لقسد حاول تبرير الأمر بقوله إن سبب تسمم المدنيين ناتج عن اكل مادة "المايونيز" في أحد مطاعم حي الثكنة وأن ثمانية أشخاص فقط أصيبوا بحالة تسمم.
وأشار مراسلنا إلى أن قوات "قسد" استمرت في تلك المسرحية المفبركة واستقدمت قوة إلى مطعم "الحاضري" لتشميعه واتهامه بأنه المتسبب بتسمم المدنيين.
وبحسب مراسلنا، فإن الاصابات انتشرت، اليوم الأحد، في المدينة بشكل كبير حيث تم تسجيل اكثر من 30 حالة في حي المشلب شرقي مركز المدينة واكثر من 20 حالة في حي رميلة شمالي شرقي مركز المدينة.
وعن تلك الحادثة يقول أحد الأطباء العاملين في منظمة "أطباء بلا حدود": إن عدد المصابين تعدى 300 إصابة وهم جميعهم خضعوا للعلاج في مقر منظمة "أطباء بلا حدود" في حي المشلب وأن معظم المصابين هم من حي الثكنة غربي مركز المدينة في حين أكد أن هذه ليست الحصيلة الحقيقية، لأن قسما كبيرا من المصابين سعى للعلاج لدى نقاط طبية أخرى أو شراء العلاج مباشرة من الصيدليات.
"مصطفى" وهو أحد أبناء حي المشلب يقول لبلدي نيوز: "إن حادثة التسمم يتحمل مسؤوليتها الكاملة (مجلس الرقة المدني) وذلك بسبب اعطائه الأوامر للعمال بضخ المياه إلى حي "الثكنة" وهو يعلم أن معظم الخطوط قد تعرضت للكسر نتيجة الحرب الأخيرة على مدينة الرقة.
وأضاف "مصطفى" إن أكثر من 30 حالة موجودة في حي (المشلب) منهم لم يستطيعوا العلاج في المشافي الخاصة بسبب غلاء المعاينات حيث تقوم المشافي الخاصة بأخذ مبلغ وقدره 5000 ليرة للمعاينة؛ مؤكداً ً أن هنالك عدد كبير من المدنيين قصدوا منظمة "أطباء بلا حدود" لتلقي العلاج ومنهم من قصد الصيدليات لشراء الأدوية العلاجية كالفلاجيل وحبوب منع الاسهال.
وتعاني محافظة الرقة من أوضاع أمنية سيئة وأحوال إنسانية مأساوية، جرّاء سوء الأوضاع الأمنية وانتشار المخدرات وتراجع عمل المنظمات الإنسانية في المنطقة، وانتشار الفقر والبطالة، وندرة توفر الخدمات اللازمة للعيش، إضافة إلى الانتهاكات المستمرة والسياسة الاستبدادية التي ينتهجها "حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) المهيمن على "قسد" والتي تسببت بحالة من الاحتقان والغضب لدى أهالي وسكان المحافظة.