"جيش أم حمار؟" يجيب سوريون: قبل أم بعد تولي آل الأسد عرش سوريا؟ فلا يمكن المقارنة بين الحقبتين، بل أن "آل الأسد" أنفسهم يجيبون على السؤال، وأكثر من ذلك يجسدون جوابهم بأفعال، وليست أقوال.
وكان المعروف عند السوريين أن لهم جيشاً يحميهم، قبل أن تتسلم قيادته عصابة في سبعينيات القرن الفائت، لتصوغ منه ميليشيا تقتلهم، وتنهب ارزاقهم، وتسخره لزيادة ثراءها، ومطية لرفاهيتها والدائرة الضيقة المحيطة بها.
وتصادف ذكرى تأسيس "الجيش العربي السوري" في اليوم الأول من شهر آب من كل عام، وهو موعد استلام الحكومتين السورية واللبنانية للقوات المسلحة وكل ما يتعلق بإدارتها من سلطات الاحتلال الفرنسي عام 1946.
وتأبى هذه العصابة (آل الأسد) إلا أن تُعبر عن نظرتها الحقيقية لهذا "الجيش" بغباء مفضوح، وهذا ما جسدته أخيراً (منال الجدعان) زوجة ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة في هذا الجيش، بصورة مسربة من احتفالها بـ "عيد الجيش العربي السوري" الأخير.
ناشطون وإعلاميون سوريون تناقلوا على شبكات التواصل الاجتماعي (فيس بوك) الصورة وقالوا إنها لـ "منال الأسد" مع صديقات أو مقربات منها مع "حمار أو حصان" لونته بلون لباس الجيش (لباس عسكري مموه)، تجره بحبل (رسن) معبرة عن حبها للحمار أو الحصان بعيد ميلاده.
أحد الإعلاميين السوريين قال: "حين تحتفل زوجة ماهر الأسد بعيد الجيش بهذه الطريقة المبهمة، يكون التفسير الوحيد بالنسبة لفهمي المتواضع أن هذا الجيش بالنسبة لمنظومة حكم آل الأسد، ليس إلا جحش أو حمار أو كديش يمتطونه ويسيّرونه كيفما يشاؤون".
وقال آخر: "الجيش العربي السوري في عيده الـ 68، لم يتبق منه سوى البسطار، يستحق (الجيش العربي السوري) أن يكون له يوم يحتفل به، فقد تجاوزت انجازاته وانتصاراته حد المعقول!".
ويعرف السوريون جيداً كيف سخّرت هذه العصابة (بيت الأسد) مقدرات الجيش لرفاهيتها وثرائها، كما يعرف السوريون معنى مصطلح "التفييش"، وهو ما اخترعته هذه العائلة وضباطها لزيادة رفاهيتها من جيوب السوريين، مقابل التنصل من الخدمة.
غير أنه ومنذ تولي "حافظ" مقاليد الحكم في سوريا "خصص قرابة ال 80 بالمئة من الناتج الوطني لهذا الجيش" بحسب تقارير إعلامية، ووجهه أخيراً للفتك بالسوريين قتلاً وتدميراً وتهجيراً.
وعندما خرج السوريون هاتفين "الجيش والشعب واحد"، خضع الجيش لأوامر سيده، مثبتاً "حمرنته" كما ينظر له أسياده، ويتشدق بها الأخير قائلاً "بحبك يا حمار".